إنّ هذا لشيء عجاب: السّودان وشهادة حسن السّيرة والسلوك الأمريكية
عندما قرّرت الولايات المتحدة، الأسبوع الماضي،تخفيف العقوبات الاقتصادية والتجارية المفروضة على السودان منذ أكثر من 20 عاما، قالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، إن هذا القرار جاء "بعد نحو 16 شهرا من الجهود الدبلوماسية المكثّفة للتوصّل إلى انفراجة مع السودان"، وهو بالتالي إقرار بـ"تصرفات السودان الإيجابية المتواصلة".
وقد أوضح بعض المسؤولين الأمريكيين أن السودان أحرز تقدّما في جهود مكافحة الإرهاب وقضايا حقوق الإنسان.
غير أن السودان ما يزال، مع ذلك، مدْرجا على القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب، كما أن الرئيس السوداني ما يزال مطلوبا لدى المحكمة الجنائية الدولية بدعوى تورّطه في جرائم حرب...
وعندما عارضَتْ منظماتٌ حقوقية القرار الأمريكي، وشكّكت في مبرّر اتخاذه، حاولت أن أبحث عن سببه الحقيقي فلم أجد له من سبب سوى مشاركة السودان في التحالف العربي الذي ما يزال منذ سنتين ونصف السنة يشنّ حربا مدمّرة على اليمن بدعوى الدفاع عن شرعيّة الحكم اليمني...
ولمن لا يعلم فإنّ السودان حسب ما جاء على لسان قائد قوات الدّعم السريع في الجيش السوداني، فقد في هذه الحرب العبثية "412 عسكريا بينهم 14 ضابطا"، ومن المتوقّع أن يكون عدد جرحاه أضعاف عدد القتلى.
وإذا صحّ أن هذا هو ثمن تخفيف العقوبات، فإننا نتساءل عما سيكون ثمن رفعها كليا؟
إن شهادة حسن السيرة والسلوك الأمريكية باهظةُ الثّمن خاصة إذا أضفنا إلى قتلى الجيش السوداني وجرحاه أعداد من قُتِلُوا وَجُرِحُوا وشُرِّدُوا، على أيديهم،من أشقائهم اليمنيين دون أي ذنب اقترفوه في حق السودان وشعبه.
ولا حول ولا قوة الا بالله...
محمد إبراهيم الحصايري
- اكتب تعليق
- تعليق