أخبار - 2017.10.09

سليم شاكر : الخصال والأسلوب

سليم شاكر : الخصال والأسلوب

من عادة سليم شاكرا الذي لبّى داعي رَبِّه يوم الأحد 8 أكتوبر قدومه باكرا إلى مكتبه، فقد عُرف بإقباله على الجهد والبذل  والكدّ.

وزيرا للصحة وقبل ذلك وزيرا للشباب والرياضة ثم للمالية، ومديرا منسّقا لصندوق اقتحام الأسواق الخارجية  ومديرا للدراسات بالمركز التقني للنسيج، كان يشرع في العمل منذ الساعات الأولى للنهار، مدقّقا النظر في الملّفات قبل أن يبدأ في استقبال زائريه في الساعة السابعة صباحا. يجده هؤلاء مُلمًّا بمختلف المسائل، مستعدًّا للإصغاء إليهم، مهتمّا بطلباتهم. وبداية من الثامنة تبدأ سلسلة طويلة من الاجتماعات ولن يبارح مكتبه في ساعة متأخّرة من الليل إلا بعد أن يكون قد اطَّلع على البريد ودوّن ملاحظاته في المذكّرات المرفوعة إليه وأمضى الوثائق المعروضة عليه.  
ومن خصال الفقيد التي أضحت نادرة : التشاور. في السرّ أو العلن كان يستطلع رأي هذا ويسأل ذاك، يطلب اقتراحات ويخصّص الوقت الكافي لاجتماعات اللجان بمشاركة كلٰ الأطراف المعنية.

كان سليم شاكر يولي كذلك بالغ الأهميّة للجزئيات وللمتابعة. كلّما أثيرت مسألة ما في مجلس الوزراء كان يرسل أحد أعضائه إلى زميله  للحصول على أوفر المعلومات والشروح الضرورية بخصوص الموضوع. وعندما يُتّخذ في مجلس وزاري مضيّق قرار يبدو في نظره متعارضا مع المصلحة العامة من وجهة نظر وزارته، كان يحرص رسميا على إبداء معارضته له وعلى تضمينها في محضر الجلسة. سلك هذا المسلك ، على سبيل المثال، بخصوص الترخيص الممنوح على شركة اتصالات تونس لاقتناء الشركة المالطية للاتصالات Go.

من سمات شخصيته اللطافة والظُرف والوفاء في الصداقة. لم يطغ الجانب الرسمي على الجانب الإنساني فيه. والصرامة لديه مرادف للاستقامة والاستعداد الدائم لخدمة الآخر. أمّا الوطنية فهي متجذّرة في عروقه.
في كلمات، كان المرحوم سليم شاكرا وطنيا مخلصا وكفاءة عالية من الكفاءات التي تفخر بها تونس لها أسلوبها المتميّز في خدمة الشأن العام وإنسانا متشبّعا بقيم سامية.

هل أعجبك هذا المقال ؟ شارك مع أصدقائك ! شارك
أضف تعليق على هذا المقال
0 تعليق
X

Fly-out sidebar

This is an optional, fully widgetized sidebar. Show your latest posts, comments, etc. As is the rest of the menu, the sidebar too is fully color customizable.