أخبار - 2017.07.27

الهـواريـة في حمـاية زمبرة وزمبــرتّة

الهـواريـة في حمـاية زمبرة وزمبــرتّة

يؤكّد علماء الآثار أنّ مدينة الهوارية ربّما هي المدينة اليونانيّة التي كانت تسمّى “هرميا” وهي التي أطلق عليها الرّومان اسم “ماركوريان” لأنّها كانت تحتضن معبدا لعطارد كما أطلق عليها الرّومان أيضا تسمية «أكيلاريا» أو بلاد الصّقر لكثرة كهوفها ومغاورها التي تؤمّها الصّقور. وهناك من يذكر أنّ التّسمية تعود إلى قبيلة هوارة البربرية التي استوطنت الوطن القبلي منذ مطلع القرن الثّاني الهجري.

ومن أهمّ الآثار في الهوارية المغاور والمحاجر فقد كان سكّانها القدامى يستخرجون الحجارة والرّخام من باطن الأرض وينقلونها عن طريق البحر لبناء البيوت والمعابد في قرطاج وكركوان ولبناء الحصون في مدينة تونس. وقد أطلق عليها القدماء اسم “لاتومي” أي السّجون وتسمّى لحدّ اليوم المغاور وقد صمّمت على شكل آبار تستخرج منها الحجارة أفقيّا عبر فوهة البئر على شكل أعمدة مستطيلة مربّعة الجوانب. ولمّا غزا البيزنطيّون المنطقة استغلّوا تلك المغاور كثكنات تحمي جيوشهم لأنّ جبال الهوارية عرفت بتضاريسها الوعرة.

وفي إحدى المغارات صخرة على شكل جمل جاثم  تثير انتباه كلّ زائر، وقد نسجت حولها عدّة خرافات شعبية محليّة.

تتوفّر مدينة الهوارية اليوم على كل مقوّمات المدينة السياحية وخاصة السياحة البيئية وسياحة الغوص نظرا لطبيعتها الخلاّبة وسحر شواطئها وصفاء بحرها وثراء مخزونها النّباتي ووجود أرخبيل زمبرة قبالتها، لذلك أصبحت هذه المدينة التي تقع في أقصى نقطة في الشّمال الشّرقي التونسي، على بعد 100 كلم من العاصمة  قِبلة المصطافين.

الصّيد بالسّاف: جعل الموقع الجغرافي والمناخ المعتدل من الهوارية ملاذا مفضّلا لكثير من الطّيور المهاجرة. ويقدّر عدد الطّيور المهاجرة التي تزور الهوارية سنويّا ويتوقّف على طرف الوطن القبلي قبل عبور البحر الأبيض المتوسّط حوالي 40 ألف طائر من 24 نوعا مختلفا، إضافة إلى الآلاف من اللقالق وغيرها من الطّيور الصّغيرة، ورغبة منهم في اصطياد تلك الطيور طوّر أهالي الهوارية منذ القديم فنّ الصّيد بالصّقور أو السّاف (نوع من الصّقور) وتؤكّد ذلك بعض لوحات الفسيفساء القديمة. وقد تدرّب أهالي الهوارية على هذا النّوع من الصّيد ودرّبوا الصّقور التي يقبضون عليها في فصل الرّبيع على ذلك. كما توارثوا هذه الهواية أبا عن جدّ . وتحتضن المدينة سنويّا مهرجان السّاف الذي يبلغ هذه السّنة دورته الخمسين.

زمبرة أو الجامور: هذا الأرخبيل هو محميّة تابعة لليونسكو تتكوّن من مجموعة أربع جزر تقع قبالة ساحل الهوارية وتبلغ مساحة الأرخبيل 391 هكتارا وهي الجامور الكبير أو زمبرة والتي يعشّش فيها ما بين فيفري وأكتوبر ما يزيد عن 25 ألف طائر وهي المكان الوحيد مع جالطة الذي يتكاثر فيه الصّقر والنّورس.وكانت تدعى أيضا جزيرة الماعز الوحشي. وفي الأرخبيل أيضا الجامور الصّغير أو زمبرته وجزيرتان صغيرتان هما لانتورشو والكاتدرال.

وكلمة جامور هي يونانيّة الأصل تعني المنارة التي يستدلّ بها. والملاحظ أن شكل زمبرة وزمبرتّة قبالة الهوارية كالأسد الذي يحرس المدينة وبجانبه شبله.

هل أعجبك هذا المقال ؟ شارك مع أصدقائك ! شارك
أضف تعليق على هذا المقال
0 تعليق
X

Fly-out sidebar

This is an optional, fully widgetized sidebar. Show your latest posts, comments, etc. As is the rest of the menu, the sidebar too is fully color customizable.