تأمّلات الدكتور الحبيب الجنحاني في الفكر والسياسة

"نصوص في الفكر والسياسة"، عنوان كتاب قيّم أصدره مؤخّرا الدكتور الحبيب الجنحاني جمع فيه نصوصا نشرت أسبوعيا في إحدى الصحف التونسية، امتزج فيها الفكر بالسياسة وتؤرّخ لمرحلة خطيرة وخطرة مرّ بها المجتمع التونسي طيلة خمس سنوات من جانفي 2011 إلى مارس 2016. ويقول الكاتب إنّه أراد من خلال هذه النصوص الإسهام في نشر التوعية الفكرية السياسية في أوساط الطبقة الوسطى بصفة خاصّة بعد سنوات طويلة حُرمت فيها من التثقيف الفكري السياسي.
ويبيّن أنّه استهدف هذه الطبقة بالذات باعتبارها دعامة حركة التحرّر الوطني قبل الاستقلال ودعامة الدولة الوطنية بعده، ملاحظا أنّه بدأ يلوح في الأفق خطر تدحرجها نحو أسفل السلّم الاجتماعي بعد الرابع عشر من جانفي، ممّا دفعه إلى توعيتها بخطر "سيطرة المافيا الجديدة".
وقد بُوّبت النصوص ضمن محاور ستّة وهي "الدولة أوّلا" و"الدولة ثانيا" و"المصالحة الوطنيّة" و"إشكالية الديمقراطية" و"السياسة بين الوطنية والسمسرة" وتوظيف الإسلام والافتراء عليه"، وتوخّى فيها الدكتور الحبيب الجنحاني أسلوب الحوار، ولعلّه الوحيد في تونس الذي استعمل هذا الأسلوب، لأنّه اكتشف مع الأيّام أنّه أبلغ في وصول الرسالة.

لا يخفي الكاتب في التقديم خوفه من فشل التجربة الديمقراطية في تونس قائلا : " إذا فشلت فإنّ المسؤولية الأولى يتحمّلها السياسيون لأنّهم لم يدركوا حقيقة واضحة وضوح الشمس أنّ المهمّة في مثل هذه الحالات إنقاذ الوطن وصيانة الدولة المسؤولة عن حمايته قبل كلّ شيء..."