أخبار -
2016.09.13
ألا بؤسا لمن شغلته عيوب الناس عن عيبه... أو ماذا عن الإعدامات الأمريكية من غير محاكمة؟
بقلم: محمد ابراهيم الحصايري - أثار الهجوم اللاّذع الذي شنّه الرئيس الفيليبيني على نظيره الأمريكي، قبل أيام، ضجّة ما تزال أصداؤها تتردّد في مختلف أرجاء العالم...
وما شدّ انتباهي في هذه الضجّة أن وسائل الإعلام أجمعت في تناولها للهجوم على الاهتمام بِعَرَضِهِ لا بِجَوْهَرِه...
وسبب الهجوم، كما أوردت وسائل الإعلام، هو أن صحافيا وجّه إلى الرئيس الفيليبيني سؤالا اعتبره الرئيس "وقحا" إذ قال له: بماذا يمكن أن تجيب الرئيس باراك أوباما إذا أبدى ملاحظات على وضعية حقوق الانسان في الفيليبين ولا سيما على الحرب التي تشنها على المخدرات والجريمة والتي أوقعت أكثر من 2400 قتيل خلال قرابة شهرين...
وفي رأيي فإن الرئيس الفيليبيني كان يمكن، لو حافظ على هدوئه، أن يجيب الصحافي بكل بساطة: إذا فعل الرئيس باراك أوباما ذلك، فانني سأساله: وماذا عن الاعدامات الأمريكية من غير محاكمة لا في الولايات المتحدة بل في شتّى أصقاع العالم؟
وفي هذا السياق ينبغي أن نلاحظ أن واشنطن التي نصّبت نفسها "حارسة لحقوق الإنسان" والتي تتزعّم حملة إلغاء عقوبة الإعدام في العالم قامت، خلال السنوات القليلة الماضية، وفقا لما يقرّ به الأمريكيون أنفسهم، بقتل عدّة آلاف من البشر بواسطة الهجمات التي شنّتها طائراتها من غير طيّار في أفغانستان وباكستان وليبيا والصومال واليمن والسودان وغيرها من الدول؟..
وعادة ما تتذرّع واشنطن بأن هؤلاء الذين قتلتهم إرهابيون، غير أن ذلك لا يبرّر، وفق المنطق الامريكي نفسه، إعدامهم خارج أي إطار قانوني أو قضائي، ثم إن بعض القتلى ليسوا أحيانا إلا أعضاء مُفْتَرَضِين في تنظيمات إرهابية، وأحيانا أخرى أشخاصا أبرياء لا علاقة لهم من قريب أو بعيد بهذه التنظيمات، وإنما شاء حظهم العاثر أن يكونوا لحظة الغارات الأمريكية في المكان غير المناسب...
ونحن إذ نرى في هجوم الرئيس الفيليبيني على نظيره الأمريكي شاهدا آخر على رداءة هذا الزمن الدولي الذي أصبح فيه قادة الدول يتبادلون الشتائم ولا يحترمون بعضهم البعض لأنهم أصلا غير جديرين بالاحترام، فإننا لا نملك إلا أن نقول للأمريكيين: ألا بؤسا لمن شغلته عيوب الناس عن عيبه...
م.ا.ح
أضف تعليق على هذا المقال
0 تعليق
- اكتب تعليق
- تعليق
أصداء المؤسسات