"تونس، الحصينة"، كتاب ليدرز في الذكرى الستين للجيش الوطني

أصدرت ليدرز هذا الأسبوع كتابا مخصّصا للجيش الوطني وهو يحتفل بالذكرى الستين لتأسيسه يوم 24 جوان.
أرادت ليدرز من خلال هذا المؤلف توجيه تحية تليق بالمؤسسة العسكرية التي ظلت منذ الاستقلال تعمل بصمت، مضطلعة بمهامها على الوجه الأكمل في صيانة أمن البلاد وسلامتها الترابية، في كنف الولاء لقيم الجمهورية.
ويقع الكتاب في 240 صفحة من الحجم الكبير وجاء في شكل فني متميّز، زاده رونقا وبهاء جمال الصور العديدة المرافقة للنصوص.
ويسلط المؤلَّف الأضواء على جيوش البر والبحر والطيران  وعلى مختلف الأفواج والوحدات المختصة، من خلال  تحقيقات على الميدان قام بها صحفيون رفقة أفراد من القوات المسلحة ومقالات وتحاليل كتبها مؤرّخون وضباط سامون وضباط قيادة متقاعدون، قدّموا لأول مرّة شهادات مهمة حول وقائع تاريخية كان الجيش الوطني طرفا رئيسيا فيها ومراحل مفصلية في مسيرة المؤسسة العسكرية.
ولعلّ هذا الكتاب من المؤلفات القليلة التي تتناول أنشطة المؤسسة العسكرية من وجهة نظر مستقلة، من خارج الدوائر الرسمية.

ويقول توفيق الحبيب في مقدمة الكتاب : " لقد أردنا أن نثير اهتمام مواطنينا بخصوص هذه المؤسسة التي لا يُعرف عنها الكثير والتي يتعيّن كتابة تاريخها . وبهذا العمل، فتحنا صفحة من  هذا التاريخ".

لمحة موجزة عن تاريخ الجيش

ويتضمّن الكتاب في جزء باللغة العربية تحقيقا حول دور القوات المسلحة في مكافحة الإرهاب في جبل الشعانبي واعترافات قائد إرهابي خطير ألقي عليه القبض، إضافة إلى لمحة موجزة عن تاريخ الجيش الوطني، مع تركيز على نواته الأولى.

القادة المؤسسون والأبطال

في بداية الجزء باللغة الفرنسية، يقدّم الأستاذ محمد العزيز بن عاشور بسطة عن الرتب والبدلات ضمن الجيش النظامي عند تأسيسه في عهد البايات. ثمّ نتعرّف على مؤسسي الجيش الوطني اللواء محمد الكافي واللواء الحبيب طبيب واللواء الحبيب السوسي واللواء محمد صالح المقدم، وذلك قبل الخوض في حدثين مهمين طبعا بدايات الجيش الوطني وهما معركة بنزرت من خلال شهادة الفريق أوّل المتقاعد محمد سعيد الكاتب وإرسال فيلق يضمّ 3000 عسكريا إلى الكونغو في إ طار الأمم المتحدة لحفظ السلام في هذا البلد، وذلك من خلال رواية العقيد المتقاعد بـوبكر بن كريم.

ومن جهة أخرى، يتضمّن الكتاب مقالات تشيد بمناقب اللواء المرحوم عبد العزيز سكيك والعقيد المرحوم الأسمر بوزيان الملقب بـ"أمير كاساي" والعقيد المرحوم احميدة الفرشيشي.

قادة الحرب

ويختتم الجزء التاريخي من الكتاب بتقديم قادة الحرب الحاليين، الذين يشكلون حول وزير الدفاع المجلس الأعلى للجيوش.
وهم أمير اللواء اسماعيل الفطحلي، رئيس أركان جيش  البر وأمير اللواء فؤاد العلوي رئيس أركان جيش الطيران وأمير لواء بالبحرية عبدالرؤوف عطاء الله رئيس أركان جيش البحر وأمير اللواء توفيق الرحموني مدير وكالة الاستعلامات لأمن الدفاع وأمير اللواء جمال بوجاه المتفقد العام للقوات المسلحة.

بنقردان

وخصص فصل لملحمة بنقردان من خلال تحقيقات وسرد للأحداث حسب تسلسلها التاريخي وشهادات وإشادة بأبطال هذه المعركة التي انتصر فيها الجيش التونسي.

نساء يشرفن الجيش

ويحتوي الكتاب كذلك على استعراض لمؤسسات التعليم العسكري العالي وللأفواج والوحدات المتخصصة. ويقدّم المؤلف بالخصوص معهد الدفاع الوطني وفوج الشرف وفوج المهاري، إلى جانب المنارات.
وأفردت العسكريات اللاتي يتبوّأن مواقع متقدمة في النقل والإرسال وقيادة البوارج والطائرات بفصل خاص بهن، من خلال لمحات عن حياتهنّ ونشاطهنّ في صفوف الجيش الوطني.

الخدمة الوطنية وجيش المستقبل

وفي الجزء الأخير من الكتاب يتناول أمير اللواء محمد المدب بالبحث والتمحيص قضية الخدمة الوطنية، في حين يبدي أمير اللواء محمد النفطي وجهة نظره بشأن مستقبل الجيش.
ويقول توفيق الحبيب : "الإقبال على الالتحاق بالجيش الوطني، كبير، إذ أنّ قرابة 100 ألف  شاب ترشحوا للعمل في صفوفه، بعد الإعلان عن 12000 انتداب في بداية سنة 2016. وقد أعربت الفتيات بصوت عال عن حقهن في الانتداب. لكن عليهن الانتظار حتى يتم الإعداد لذلك . سيتضاعف عدد أفراد المؤسسة العسكرية سنة 2020، في أقل من أربع سنوات. سيجد من سيلتحق بالجيش في المستقبل في هذا المؤلف مدخلا أوّليا لاكتشاف الجيش  ورحلة ميدانية في عالمه من خلال تحقيقات وأحداث".

"تونس ، الحصينة" كتاب جماعي، بإشراف توفيق الحبيب
إصدارات ليدرز، جوان 2016، طباعة سنباكت ، 240 صفحة، السعر 60 د