د‭.‬ منصـف‭ ‬حـمــدون: رئيس‭ ‬قسم‭ ‬الطب‭ ‬الشرعي‭ ‬بشارل‭ ‬نيكول

حدثنا الدكتور منصف حمدون رئيس قسم الطب الشرعي بشارل نيكول عن وحدة «إنجاد»، التي توفر التكفل الجيد للضحية والإحاطة بها سواء من حيث الطب الشرعي أو الرعاية النفسية والاجتماعية. هذه الوحدة مشروع حلم، سعى إلى انجازه منذ 10 سنوات، وانطلق في محاولاته لإقناع المسؤولين بضرورة أنجاز هذه الوحدة لضمان حقوق الضحية، بعد أن لاحظ  عديد النقائص في التعامل مع ضحايا العنف الجنسي.

يقول الدكتور حمـــدون: «عندما تتوجه الضحية إلى مركز الأمن لتقديم الشكوى، تتم إحالتها على أقـــسام الاستعجـــــالي بالمستشفيات لتجد نفسها بين مختلف أنواع الضحايا حوادث طرقات أو قتل أو غيرها مما يزيــــد تعكر حالتها مع أن هذا النوع من الضحايا في حاجـــة إلى إحاطة نفسية من نوع خاص».

ويضيف: «أطباء الاستعجالي لا يملكون تقنيا الكفاءة اللازمة لفحـــص هذا النوع من الضحايا الذي يتطلب الخبرة والتمكن من تقنيات البحث عـــن علامات الجريمة التي ستساعد لاحقا القــــاضي على البـــت في القضية المرفوعــــة وإصدار حكمه».

الفحص الطبي.. ضمانة لدى القضاء وحماية من الأمراض

كما أن الاغتصاب أو الاعتداء الجنسي من الجرائم التي تحدث دون توفر شهود ولا يبقى للقاضي إلا قول الضحية مقابل قول المتهم، والدليل المادي الوحيد هو الفحص الطبي الذي هو حالة استعجالية في الطب الشرعي، سيما وأن هناك علامات تضمحل مع مرور الوقت. كما أن الفحص ليس بالعين المجردة بل فيه بحث على عينات العنف، وتحاليل بيولوجية وتحاليل دم للتأكد من الحمل أو من عدم تعرض الضحية للعدوى بمرض خطير كمرض فقدان المناعة المكتسبة «سيدا» أو غيرها من الأمراض المنقولة جنسيا مما يتطلب التكفل بالضحية وعلاجها حماية لها ولعائلتها والمقربين منها.

وشدد الدكتور حمدون على دور وحدة «إنجاد» في ما يتعلق بالإحاطة النفسية والصحية والاجتماعية سواء بالنسبة إلى الضحية أو العائلة، موضحا أنه في الماضي كان يتم بعد الفحص الطبي إرسال الضحية إلى مستشفى الرازي لتلقي العلاج النفسي، غير أن التجربة بينت أن الكثير من الضحايا كانوا يتخلّون عن هذا الجانب المهم من العلاج لاعتقاد سائد بأن مستشفى الرازي مخصص للمجانين، مع أن العلاج النفسي هو حلقة رئيسية لمساعدة الضحية على الاندماج مجددا في الحياة والمجتمع

60 ضحية راجعت الوحدة خلال 3 أسابيع

وحدثنا الدكتـــور حمدون عن الصعــــوبات المادية التي واجهها مشروع إحداث الوحــــدة، وبسبب غياب الموارد المالية، تــــم بمساعدة من جمعية «ليونس كلوب المرسى»، التي وفرت دعما بـ 300 ألف دينار، إعادة تهيئة جزء من المبنى القديم لقسم الاستعـــجالي بمستشفى شـــارل نيكول، وأجــــراء الإصلاحات والتحسينات وتوفير التجهــــيزات اللازمة.

واليوم فإن الوحدة التي يعمل بهـــا إطار كفء ومتحمس لتقديم هذه الخدمة الانسانية، تستقبل يوميا معدل 7 ضحايا أو مراجعين، وقد استقبلت منذ انطلاقها في العمل (خلال 3 أسابيع) حوالي 60 ضحية. إلى جــانب كاتبتـين وممرضتين، يتــوفر بها يوميا طبيب شرعي، وأخصائية نفسية تتناوب هي وزميلتها بصـورة تــطــوعية، في انتظــــار أن تتـــولى الإدارة انتـــداب مرشدة اجتماعية.

وبسبب نقـص المـوارد البشـرية، تعمل الوحدة من الثامنة صباحا إلى الثانية بعــد الظهـر، على أمل أن يقع تعـزيزها ليصبح عملها على مدار اليوم (24 ساعة)، يتركز نشاطها في الوقت الحـالي على العنف الـجنسي في انتظار أن يتوسع ويشمل كل أنــــواع العـــنف.