أحمد نجيب الشابي : هل سيتمّ إنقاذ تونس؟
يعتبر أحمد نجيب الشابي في مقال باللغة الفرنسية منشور على موقع ليدرز أنّ مبادرة رئيس الجمهورية الداعية إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية جاءت في الوقت المناسب، وأنّها أديرت في جزئها الأول باقتدار، لكنّه يتساءل هل نجح المسعى؟
ويرى أحمد نجيب الشابي أنّه من شروط نجاح المبادرة إجراء قطيعتين مع الوضع الراهن:
وتتعلّق الأولى باختيار رئيس الحكومة. فالبلاد في حاجة إلى قائد حقيقي في القصبة، يكون واعيا تماما بالوضع وله اقتراحات لبرامج. ويتشكل الفريق العامل معه حول رؤيته وبرنامجه، وعلى ضوئهما يحصل على ثقة البرلمان. ويجب أن تتميز المائة يوم الأولى لحكومته بعمل دؤوب يوفر فرصة تقديم حصيلة أولى.ولا بدّ أن يسود الانسجام والثقة العلاقة بين رأسي السلطة التنفيذية.
أمّا القطيعة الثانية، في تقدير أحمد نجيب الشابي، فهي تخصّ التركيبة المقبلة للفريق الحكومي، فبالبلاد لم تعد تحتمل حكومات يعلو فيها الانتماء الحزبي على الكفاءة، ويحدد فيها عدد الحقائب الوزارية وفق الطموحات الشخصية والحزبية.
ويتعين أن يكون حجم الحكومة محدودا وأن يختار أعضاؤها بناء على كفاءتهم. كما يجب على الوزراء أن يكونوا عارفين بمجالات صلاحياتهم ومتشبعين بقدر كبير بالبرنامج الحكومي، يحدوهم العزم على وضعه موضع التنفيذ.
ولكي تكون الحكومة القادمة متناغمة مع مهامها، فلا بدّ أن تضمّ ثلاث وزارات كبرى : وزارة للتنمية والتجهيز ووزارة للإصلاحات الاقتصادية، ووزارة للتعليم والبحث والتكوين.
وفي نظر أحمد نجيب الشابي ستواجه الحكومة الجديدة ضغوطا ناجمة عن الوضع الدقيق الذي تعيشه البلاد، وبالتالي فإنّ عملها سيكون له تأثير بالغ في مستقبل البلاد.
وماذا عن الأحزاب التي تتمتّع بشرعية صناديق الانتخاب والتي تطمح إلى ممارسة السلطة؟ عن هذا السؤال يجيب أحمد نجيب الشابي بالقول إنّ خطورة الوضع وعمق الأزمة السياسية وعزوف الرأي العام عن الأحزاب وشلل الدولة نتيجة التجاذبات، كلّها عوامل متضافرة يجب أن تحمل الأحزاب على كبح جماح طموحاتها. ويمكن إيجاد عدّة صيغ للمواءمة بين متطلبات نجاعة العمل الحكومي ومراقبته السياسية من قبل الأحزاب. ويمكن لكل حزب معني بتشكيل الحكومة القادمة أن يكون ممثلا بوزير دولة دون حقيبة. ويشارك وزراء الدولة في اجتماعات مجلس الوزراء ويتابعون سير العمل الحكومي دون التدخل في العمل اليومي للوزارات، وتلك تضحية على الأحزاب أن تقوم بها، دون التخلي عن صلاحياتهما. ودون هذه التضحية لن تقوى البلاد على الخروج من الأزمة التي تردت فيها منذ ست سنوات.
ويعتقد أحمد نجيب الشابي أنّ على رئيس الدولة أن يبادر بالقيام بـمشاورات واسعة للتوصل إلى إجماع جديد يعزز رصيد الاحترام والتعاطف الذي تحظى به تونس في العالم.
- اكتب تعليق
- تعليق