راشد الغنوشي : إرادة التطور والفعل
بدا راشد الغنوشي حريصا على أن يعكس خطابه في افتتاح المؤتمر العاشر لحركة النهضة مساء الجمعة بالقاعة الرياضية المغطاة برادس تطّور النهضة من "حركة عقدية إلى حزب وطني ديمقراطي" دون التخلي عن المرجعية الإسلامية بعد أن مرت من مرحلة كانت فيه "حركة احتجاجية تدعو إلى الديمقراطية".لذلك توقّف طويلا عند تحليل أوجه هذا التطور الذي
مهد " للتخصص السياسي المطروح بقوة في المؤتمر" والذي يقصد به الفصل بين السياسي والدعوي في توجهات الحركة، مبرزا أهميّة النقد الذاتي باعتباره "شرطا من شروط الحداثة". وإلى جانب هذا البعد الأساسي في أدبيات حزب مقدم على تحول جوهري، حسب راشد الغنوشي، فإنّ ما يشدّ الانتباه ما تضمّنه الخطاب من رؤوى ومواقف بشأن القضايا
الوطنية الحارقة في جوانبها الاقتصادية والاجتماعية والتربوية والثقافية، كدليل على اهتمام الحركة بهذه القضايا وبسعيها إلى أن تكون طرفا في مواجهتها من موقع الفعل والمبادرة بتقديم الاقتراحات والبدائل.
النهضة جادة في الاستفادة من أخطاءها
أكّد راشد الغنوشي أنّ "التخصص السياسي" ( يؤثر استعمال هذا المصطلح بدل الفصل بين السياسي والدعوي ) " لم يكن خاضعا لإكرهات المرحلة بقدر ما كان تتويجا لتطور مسار تاريخي شهدته الحركة على مدى أربعين عاما سعت خلالها إلى تقويم مسارها ومراجعة خياراتها".
وحمله هذا المنطق الواقعي الذي يريد الانخراط فيه إلى الإصداع بضروة التحلي بالشجاعة للاعتراف بالأخطاء في فترة حكم الترويكا التي قادتها النهضة وبتجديد "التزام الحركة بنمط المجتمع الذي اختاره التونسيون وقامت من أجله الثورة".
النأي بالدين عن المعارك السياسية
كما أبرز التزام الحركة "بالنأي بالدين عن المعارك السياسية وتحييد المساجد حتى تكون جامعة لا مفرقة"، مقرّا في الآن نفسه بحاجة البلاد إلى "طبقة من العلماء حتى تشهد للإسلام الوسطي وتدحض التطرّف باسم الإسلام الذي تنتهجه الحركات المتشدّدة".
مصالحة وطنية شاملة
دعا راشد الغنوشي إلى" مصالحة وطنية شاملة تمنع توريث الأحقاد" وإلى "مشروع وطني يتطلع إلى المستقبل"، مشدّدا على شراكة حقيقية بين كل القوى الوطنية والسياسيّة في البلاد تحت سقف الوطن والدستور، فضلا عن توسيع دائرة الوفاق.
الدولة العصرية لم تعد تدار بالإديولوجيا
ولأنّ "الدولة العصرية لم تعد تدار بالإديولوجيا بل من خلال البرامج والحلول الاقتصادية" فإنّه أبرز ضرورة ان تنتقل الحركة
إلى مرحلة التفكير لإيجاد الحلول الاقتصادية والى نهضة اقتصادية حقيقية تضمن سبل العيش الكريم للمواطن وتعالج القضايا الملحّة على غرار التشغيل والتنمية العادلة.
الاستثمار في الثروة والمبادرة الخاصة
وأشار زعيم حركة النهضة إلى أنّ مواجهة قضية البطالة لا تكون إلّا في إطار منوال اقتصادي أساسه الاستثمار في الثروة وفي المبادرة الخاصة وتفعيل مبدإ التمييز الإيجابي بدعم حق الجهات في جزء من ثرواتها الطبيعية لتحقيق التنمية.
ودعا في هذا السياق إلى تجاوز التعقيدات الإدارية التي تعد من أكبر العراقيل لتطوير الاستثمار، مقترحا إنشاء وزارة كبرى تعنى بالاقتصاد تنفذ خطّة استراتيجية عامة وواضحة للارتقاء بنسبة النمو الاقتصادي.
- اكتب تعليق
- تعليق