أخبار -
2016.04.26
الفريق أوّل محمد سعيد الكاتب يرثي رفيق دربه المرحوم العقيد حميدة الفرشيشي
أقيمت مؤخّرا أربعينية المرحوم العقيد حميدة الفرشيشي باعث القوات الخاصة العسكرية التونسية الذي خطّ اسمه بأحرف من ذهب في سجلّ الذاكرة الوطنيّة ، باعتباره واحدا من أبرز سامي الضباط في صفوف الجيش التونسي.
وقد رثاه بكلمات مؤثّره صديقه ورفيق دربه الفريق أوّل محمّد سعيد الكاتب الذي قال :
"عرفت الصّبيّ حميدة بن بلقاسم الفرشيشي منذ نعومة أظافرنا وكان ذلك في بداية الخمسينات وقد جمعنا المعهد العلوى حيث أبلينا سويّا العديد من "السراويل" على مقاعده الخشبية طيلة 6 أو 7 سنوات.
في صائفة 1956 عند نهاية التعليم الثانوي جمعتنا من جديد " دورة بورقيبة" كتلامذة ضباط بالمدرسة العسكرية الفرنسية "سان سير".
هكذا وحّد بيننا جيشنا الفتي منذ انبعاثه لأكثر من نصف قرن، كلّ في اختصاصه ( طلائع، مشات ودروع). كانت تلك الفترة طويلة وشاقة عرفت فيها الفقيد حقّ المعرفة فاستحسنت فيه مكارم الأخلاق.
في 22 فيفري 2016 بينما كنت أستعدّ لزيارته بالمستشفى العسكري فوجئت بخبر وفاته ففجعت لذلك ولم أتمالك عن البكاء في صمت رهيب إذ كانت تربطنا مودّة صادقة واحترام متبادل بعيدا عن كلّ أشكال التكلف أو " البروتوكولات".
عند دفن الفقيد فوجئت وتألمت ثانية لأنّي أعتقد أنه لم يحظ بما يستحق من تكريم اعترافا لما بذله من جهد وأظهره من تفان في خدمة تونس وجيشها،إذ كان من أضعف الإيمان أن تحمل جثمانه إلى مثواه الأخير كوكبة من طلائع القوات الخاصة العسكرية التي لم يبخل العقيد الفرشيشي عن تكوين المئات من عناصرها. كما حرص عن جدارة على تطوير وحداتها الخاصة ورفعها من مستوى الفصيل إلى مستوى اللواء مرورا بالسرية والفوج.
بكل هذه الخصال عرف العقيد المرحوم بين زملائه من دورة بورقيبة وإطارات الجيش، ومنهم اليوم من ناله شرف التصدي للإرهاب ودحره...ولا يزالون على العهد.
وشهد له بذلك أيضا رفاقه الذين شاركهم في الدفاع عن مدينة بنزرت في جويلية 1961 (منذ 55 سنة خلت ).
إنّ الحديث عن فقيدنا يطول لكن وبكل إيجاز يمكن الجزم أن المرحوم العقيد الفرشيشي كان دوما يمثل في نظرنا تلك القوة الهادئة المعطاء زمن السلم والتي سرعان ما تتحول إلى قوة عنيفة ضاربة زمن الحرب.
تقبل الله الفقيد بواسع رحمته .إنا لله وإنا إليه راجعون.
أضف تعليق على هذا المقال
0 تعليق
- اكتب تعليق
- تعليق
أصداء المؤسسات