من أبطال بنقردان، العقيد مراد المحجوبي
العقيد بالجيش الوطني مراد المحجوبي، آمر الفوج 33 لمدرعات الاستطلاع هو بدون منازع أحد أبطال بنقردان الذين أبلوا البلاء الحسن في ردّ العدى عن الوطن وإجهاض العمليّة الإرهابيّة التي استهدفت المدينة فجر يوم الإثنين 7 مارس الجاري. حملته شجاعته الفائقة وروحه الوطنية العالية أن يتقدّم مجموعة من العسكريين حاصروا إرهابيين كانوا متحصّنين داخل أحد البيوت قبل أي يعطي الأمر بمداهمتهم والقضاء عليهم بعد أن رفضوا الاستسلام. أصيب العقيد مراد المحجوبي أثناء هذه المداهمة بجرح بليغ في الرأس استوجب نقله إلى المستشفى العسكري بالعاصمة حيث أجريت عليه عمليّة جراحية كللت بالنجاح، وحالته الصحّة في تحسّن مطّرد.
زاره في المستشفى رئيس الحكومة ووزير الدفاع الوطني وعدد كبير من سامي ضباط الجيش، من المباشرين والمتقاعدين، وجمع من زملائه والعديد ممن تسنى لهم معرفة هذا الضابط طوال مسيرته التي بدأت منذ أكثر من ثلاثة عقود.
وقد توافدوا على غرفته، التي امتلأت أرجاؤها بباقات الزهور، للاطمئنان على صحّته وللإعراب له عن تمنياتهم له بالشفاء العاجل، مقدّرين حسّه الوطني المرهف واستبساله في التصدي للإرهابيين.
كانوا كلّهم يكبرون تضحية العقيد مراد المحجوبي الذي يعتبر واحدا من أبرز عناصر قيادة الفيلق الأوّل للمشاة الميكانيكي الذي يشرف عليه أمير اللواء محمّد الشيحاوي المتمركز في الجنوب. وكان العقيد مراد المحجوبي يقف على رأس وحداته في الخطّ الأمامي على الحدود التونسيّة الليبية، لمعاضدة جهود الحرس الوطني في حماية البلاد من مخاطر الإرهابيين. وقد انتشرت هذه الوحدات على طول الشريط الحدودي مع ليبيا في قلب الصحراء القاحلة للسهر ليل نهار على سلامة التراب الوطني، انطلاقا من أبراج مراقبة ركّزت على امتداد 250 كلم، في حين تجوب سيارات عسكريّة ومدرّعات المنطقة باستمرار وتقوم طائرات مروحيّة بطلعات جويّة للمراقبة والاستكشاف.
استحقّ مراد المحجوب كلّ الترقيات التي حصل عليها، وآخرها ترقيته إلى رتبة عقيد، ومردّ ذلك تفانيه وانضباطه في تأدية الواجب. ويشهد له الجميع بكفاءته العالية في القيادة وبقدرته على التعبئة وبيقظته الدائمة مع ضبط النفس والهدوء، حتّى في الأوقات الحرجة.
وإذ نذكر خصال العقيد مراد المحجوبي الذي نتمنّى له الشفاء العاجل، فإنّنا نوجّه من خلاله تحيّة تقدير وعرفان إلى كلّ إفراد قواتنا المسلّحة من الجندي إلى أعلى الهرم فيها من ضباط سامين وقيادة.
- اكتب تعليق
- تعليق