حصري: ما دار في لقاء الحبيب الصيد وسفراء غربيين
استجاب الحبيب الصيد بسرعة لطلب تقدم به سبعة سفراء غربيون لمقابلته ، فكان له معهم يوم الأربعاء حوار استغرق ساعة ونصف الساعة واتسم بالصراحة. وقد بدا رئيس الحكومة في حالة صحية جيدة لدى اجتماعه بسفراء ألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وإيطاليا وكندا والاتحاد الأوروبي الذين كانوا يرغبون في الحقيقة في رؤيته إثر الإشاعات التي سرت بشأن حالته الصحية وفي نقل جملة من تساؤلات عواصمهم إليه وخاصّة لإبلاغه رسالة تضامن قويّة مع تونس.
وأكّد الدبلوماسيون عزم بلدانهم وعزم الاتحاد الأوروبي على مزيد مساندة جهود تونس في تعزيز الأمن وتسريع نسق الإصلاحات. وقد تساءلوا عن الأوجه الأخرى لهذه المساندة وعمّا إذا كان توفير خبرة في مجال الحوكمة أمرا مفيدا لتونس. وذكروا أنّهم يتنقّلون داخل البلاد حيث يعاينون إنجازات بدأت تتحقّق دون أن تجلب لها كلّ اهتمام التونسيين، ولاسيّما المنتفعين بها مباشرة. وأشاروا إلى أنّ بعض المشاريع معطّلة بسبب البيروقراطية وطول الإجراءات في مجال الاستثمار والتعقيدات في ما يخصّ إبرام الاتفاقيات، كما هو الشأن بالنسبة إلى مستشفى أمراض السرطان بجندوبة، علاوة على البطء في مصادقة مجلس نوّاب الشعب على مشاريع القوانين المتعلقة باتفاقيات تمويل عدد من المشاريع، كمشروع اتفاقية القرض المبرمة سنة 2013 والذي لم يصادق عليه بعد المجلس. غير أنّهم لاحظوا أنّ هذه النقائص لا تحجب حجم المجهود الذي تبذله الحكومة في ظرف صعب.
ومع تقديره لهذه المبادرة ولصدق النوايا ولتجديد الالتزام بمزيد التضامن مع تونس،كان الحبيب الصيد صريحا في ردوده.
وقد أقرّ بوجود صعوبات في إنجاز المشاريع المذكورة، مبيّنا مدى التقدّم في عرض مشاريع النصوص التشريعية والقانونية على مجلس نواب الشعب. وتعهّد بدعوة المجلس إلى التعجيل بالنظر فيها وبحثّ الإدارة على وضعها موضع التنفيذ بعد المصادقة عليها. واستحسن رئيس الحكومة المبادرة القيمة المتمثّلة في إقرار آلية للتشاور في المسائل الأمنيّة تضمّ مجموعة الدول الصناعيّةالسبع الكبار وتوسّع إلى دول ثلاث أخرى، مقترحا اعتماد هذه الآلية في المسائل الاقتصادية. وحظي هذا المقترح بالقبول.
ولدى خروجهم من دار الضيافة حيث جرى اللقاء أعرب عدد من السفراء عن ارتياحهم للحوار الصريح والبناء الذي أجروه مع رئيس الحكومة، ولاشكّ أنه من المفيد أن تتكرّر مثل هذه اللقاءات وأن يتوسّع مجالها في المستقبل.
- اكتب تعليق
- تعليق