"ضربة شمس" و "مغرب الكتب"

يومي السبت والأحد 13 و14 فيفري الجاري، احتضنت بلدية باريس الدورة الثانية والعشرين لمعرض "مغرب الكتب Maghreb des Livres " الذي اعتادت جمعية "ضربة شمس Coup de Soleil" منذ 1994 أن تنظّمه مطلع كل شهر فيفري من كل سنة.

وعلى غرار كل عام، شكّلت هذه التظاهرة الثقافية المتميّزة مناسبة للتعريف بعدة آلاف من الكتب التي صدرت سنة 2015 في البلدان المغاربية وفرنسا باللغات الفرنسية والعربية والأمازيغية...
ومن خصائص هذه التظاهرة أنها لا تكتفي بعرض مختلف أنواع الكتب من روايات وقصص مصوّرة ودواوين شعرية وكتب فنية وغيرها، وإنما تستضيف عددا من المؤلّفين والرسامين والفنانين والمدرسين والمؤرخين والسياسيين من فرنسا وأوروبا ومن البلدان المغاربية وتوفّر لهم فضاءات لتقديم أعمالهم ولإهدائها وللتحاور مع جمهور الزوار حولها.

وقد أحببت التطرّق إلى هذا المعرض في هذا اليوم الذي تحل فيه بيننا ذكرى إنشاء اتحاد المغرب العربي السابعة والعشرون لألاحظ أن هذه الذكرى باتت تمر بنا في كنف لامبالاة رسمية وشعبية عجيبة... ولأبرز هذه المفارقة الغريبة التي تجعل فرنسا التي يعيش فيها سبعة ملايين فرنسي ينحدرون من أصول مغاربية، تهتم بــ"بعدها المغاربي" أكثر من اهتمامنا به...

واذا كنا يئسنا، منذ زمن بعيد، من أن تولي الجهات الرسمية هذه الذكرى وما ترمز إليه ما يستحقانه من عناية، فإن الأمر الذي يدعو إلى الحيرة والتساؤل هو غياب المجتمع المدني وهذه الآلاف المؤلفة من الجمعيات "المنتشرة كالجراد" في مختلف أرجاء البلدان المغاربية؟ أفليس في كل بلد ولو جمعية واحدة تنسج على منوال جمعية "ضربة شمس" في فرنسا، وتحاول أن تذكر الساسة والسياسيين المغاربيين بمسؤوليتهم الجسيمة عن تلاشي الحلم المغاربي؟

إنه لمؤلم حقا واقعنا المغاربي اليوم... فها نحن أولاء ننتظر، بكل بلاهة، الضربة التي ستحل بليبيا والتي لن يسلم بلد من بلداننا من  تداعياتها  دون أن نحرك ساكنا وكأننا أصبنا بالصمم والخرس والشلل في آن واحد... وإلا فما معنى ألا يتسامى القادة المغاربيون على جميع خلافاتهم وألا يلتقوا، في مثل هذا اليوم، ليعلنوا بصوت رجل واحد أنهم يرفضون هذه الضربة الوشيكة؟

محمد ابراهيم الحصايري