إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت... إلى وزيرة الثقافة الجديدة...
مرّةً أخرى، أكتب عن تظاهرة "صفاقس عاصمة الثقافة العربية سنة 2016"... فقد استفزّني ما قالته وزيرة الثقافة الجديدة بعد زيارتها، خلال الأسبوع الماضي، إلى مدينة صفاقس للإطّلاع على التحضيرات الجارية لهذه التظاهرة التي لن تنطلق، إذا كتب لها الانطلاق في الموعد المحدّد، إلا في 23 جويلية 2016، أي أنها ستكون تظاهرة لأقلّ من نصف سنة لا لسنة كاملة.
ففي حين كان ينبغي أن تكون التظاهرة مناسبة لتدشين منجزات حقيقية كان يُفْتَرَضُ أن تحتضن فعاليّاتها، قلبت الوزيرة، بذريعة ما سمّته "الواقعية والإيجابية"، معنى التظاهرة وغايتها رأسا على عقب، حيث أكدت أن التظاهرة يمكن أن تكون "انطلاقة لمشاريع مستقبليّة واعدة خاصة على مستوى البنية الأساسية الثقافية بالجهة".
وهي لم تكتف بذلك، بل أكّدت "ان القضية لا تكمن في الميزانيّة المخصّصة للتظاهرة وإنّما في كيفية تدبّرها والتصرف فيها"... ملاحظة أن "هناك موافقة مبدئية من رئاسة الحكومة على الرفع فيها ولكن يجب أن يتم ذلك على أساس أرقام واضحة ومشاريع وبرامج حقيقية وواقعية".
وبالرغم مما ينطوي عليه هذا الكلام من "اتهامات مبطّنة"، فإن الغريب في الأمر هو أن الوزيرة لم تتطرّق الى ما أعْتَبِرُهُ أصل المشكلة وهو اللجنة التي تم اختيارها، بدون الاستناد إلى معايير موضوعية وواضحة، للإشراف على تنظيم هذه التظاهرة... فهذه اللجنة التي ولدت منذ أكثر من سنة، جاءت إلى الدنيا بعيب تكوينيّ لم يكن يسمح لها بالاضطلاع بمهمتها على الوجه المنشود... وقد زادت الخلافات التي نشبت بين أعضائها من عرقلة عملها...
ولذلك فإنني لا أفهم كيف يمكن للوزيرة أن تطمع في أن تتقدم لها هذه اللجنة بـ"مشاريع وبرامج حقيقية وواقعية"؟
لقد قيل قديما إن فاقد الشيء لا يعطيه... وهذا ما أثبتت الأيام أنه ينطبق على هذه اللجنة التي لطالما نادينا بضرورة رَفْدِهَا بلجنة عليا تتألّف من وجوه الثقافة والفكر والفن في مدينة صفاقس حتى يعاونوها على تحمل عبء تنظيم التظاهرة وعلى ضمان الحد الأدنى من الظروف الملائمة لنجاحها ولو نسبيا...
ولكن... لقد أسمعت لو ناديت حيا، ولكن لا حياة لمن تنادي...
محمد ابراهيم الحصايري
تونس في 26/01/2016
- اكتب تعليق
- تعليق