أخبار - 2016.01.18

راشد الغنوشي: "اتحاد الشغل والدساترة والإسلاميّون قوى أساسيّة"

راشد الغنوشي: "اتحاد الشغل والدساترة والإسلاميّون قوى أساسيّة"

قال الشيخ راشد الغنّوشي زعيم حركة النهضة إنّ اتحاد الشغل والدساترة والاسلاميين واليسار"قوى أساسيّة من العبث ضربها ببعضها أو تهميشها، ليس لنا إلّا التوافق".

وذكر في حديث مطوّل خصّ به جريدة "الشروق" التونسيّة نشرته في عددها الصادر يوم الأحد أنّ التوجّه  العام الآن صلب حركة النهضة"رهو اعتماد مبدإ تمايز الاختصاصات أي أن يكون السياسي والدعوي والاجتماعي مجالات مستقلّة عن بعضها البعض"،وذلك في الوقت الذي تنعقد فيها المؤتمرات المحليّة للحركة قبل انعقاد المؤتمرات الجهويّة، تمهيدا للمؤتر القادم لهذا الحزب خلال الأشهر القادمة.وقد استعمل راشد الغنوشي في حديثه عبارة "التمييز" بدل عبارة "الفصل بين السياسي والدعوي"، وهو مفهوم سعى إلى توضيحه بقوله: "نحن نختار عبارة التمييز بين الدعوي والسياسي وهو نوع من التخصّص فرضه التطوّر، فالنهضة لم تعد حزبا صغيرا بل حزبا كبيرا، والأبرز الآن في النهضة هو الجانب السياسي...في نظرنا يجب أن ينهض الحزب بالجانب السياسي فقط وأن ينهض المجتمع ببقيّة المناشط، فالأحزاب هي مشاريع حكم ويجب عليها أن تترك المجالات الأخرى للمجتمع المدني".

وتناول زعيم النهضة بالتحليل الأوضاع الراهنة، مشدّدا على ضرورة تقريب وجهات النظر بين اتحاد الشغل ومنظمة الأعراف، متعرّضا إلى الجبهة الشعبيّة التي كان نصح الحبيب الصيد بإغرائها، عند تشكيل الحكومة وإجراء التعديل الوزاري الأخير، لضمان دخولها للائتلاف الحاكم، قائلا :"فعلنا ذلك لأنّنا نؤمن أنّنا في مرحلة انتقاليّة وبناء للديمقراطيّة ومن مصلحة البلاد أن توجد كلّ الأطراف داخل الحكومة".
وأبرز من ناحية أخرى "دور الدساترة في تاريخ تونس في الحركة الوطنيّة وفي بناء الدولة، سواء مع الشيخ عبدالعزيز الثعالبي أو مع المرحوم الحبيب بورقيبة أوّل رئيس للجمهوريّة والزعيمين صالح بن يوسف وأحمد المستيري، هذه هي مدرسة تونسيّة ومهما كانت عليها التحفّظات في المسألة الديمقراطيّة، فلا يمكن أن ننكر عليها بعث الوحدة الوطنيّة والإنجازات الاقتصاديّة والاجتماعيّة وإطلاق مدرسة الإصلاح التي هي مدرسة زيتونيّة صادقيّة".

وفي ما يلي مقتطفات من هذا الحديث:

اتحاد الشغل

"اتحاد الشغل ليس بالمنظمة الهيّنة التي يُمكن استبعادها، فاستقرار الأوضاع يقتضي التوافق مع اتحاد الشغل، فالاتحاد هو ركن من أركان السياسة التونسيّة وأيّ محاولة لتهميشه عبث ولن تفضي الا إلى الكوارث، لا قدّر الله، وهذا ما علّمنا إياه التاريخ.."

وقال راشد الغنوشي بخصوص لقائه الأخير مع الأمين العام للاتحاد حسين العباسي" كان حديثا عن مشكلات البلاد ومنها تعثر المفاوضات في القطاع الخاص وعبّرت عن تقديري للاتحاد ودفاعه عن الشغلية واستغرابي من تعثر المفاوضات بينما المسافة بين الطرفين ليست واسعة، ورجوت السيّد حسين العباسي ان يقع عبور هذه المحطة تحسّبا من اتساع هذه الهوة بين المنظمتين الوطنيتين العريقتين.
وكنت قد قلت هذا الكلام من قبل لقيادة اتحاد الاعراف وذكرت نفس التوجه، ونحن قريبون جدا من الاتفاق وهذا امر إيجابي للبلاد".

الجبهة الشعبية

"هم علاقتهم متوترة بنا ونحن لازلنا نخطب ودّهم، لما كنّا نتفاوض مع رئيس الحكومة عند تشكيل الحكومة وعند التعديل الوزاري الاخير نصحنا الصيد بإغراء الجبهة وضمان دخولها للائتلاف الحاكم.
فعلنا ذلك لأننا نؤمن أنّنا في مرحلة انتقالية وبناء للديمقراطية ومن مصلحة البلاد أن توجد كلّ الأطراف داخل الحكومة.
في تقديري، الجبهة لم تكتشف حتى الآن أهمية التوافق ولم تدرك بأنّ سياسة الاقصاء، بما في ذاك إقصاء الإسلاميين، اعتمدها بن علي وفشلت وجاءت بالثورة وكذلك إقصاء أي طرف آخر لا يؤتي نتائج إيجابيّة، الإقصاء لا يأتي بأي خير.
كانت حواراتنا وتشاركنا في الحوار الوطني عامل نجاح فلماذا أصبح اليوم التقارب جريمة يعاقب بالطرد أو التجميد من تجاوز خطها الأحمر.سياسة الاقصاء لا مستقبل لها.
الجبهة متصلّبة ومتمسكة برغبات الإقصاء وتعمل على إلصاق تهمة الإرهاب بالنهضة وليس لها من فعل إلاّ في ذلك الاتجاه وحتى بالضغط على القضاء ومحاولة التأثير عليه، وليس أدل على ذلك ما حدث مع رياض بن فضل والقطب بمجرد لقاء مع علي العريض رغم أنّ هذا اللقاء تم بصفته مرافقا لنايف حواتمة ولم يكن في إطار حزبي."

المؤتمر القادم للنهضة

"لن يأتي المؤتمر بكل ما يتمنّاه أو يرغب فيه الغنوشي، ولكن التوجه العام المنتظر هومحل توافق بين النخبة ونحن نمشي إلى المؤتمر وقد استوفينا نقاشاتنا على مستوى نخبة الحركة القيادية, ونحن بصدد إشراك قواعدنا المحلية والجهوية في النقاش لصنع توافق عام حول الوجهة المستقبلية, هذا كله سوف يساهم في إنضاج الآراء إستعدادا للمؤتمر العام. فالمؤتمر إذا ينظر في ما تمّ حصاده من نقاشات ومطارحات وتبادل للأفكار ووجهات النظر..."

هناك توجه عام في التقييم وفي الموضوع الفكري وفي العلاقة بين السياسي والمجتمعي والثقافي في اتجاه التخصص والتمايز.
وهناك عدد من اللوائح الهامة التي تعنى بالشؤون الثقافية والاقتصادية والتصدي للارهاب وهي بصدد الإعداد.
هناك تبلور للاتجاهات الكبرى للمؤتمر، وقد أنجزنا عددا هاما من المؤتمرات المحلية ثم سننطلق في المؤتمرات الجهويّة، ولو لم تكن تلك التوجهات الكبرى واضحة لم يكن من الممكن ان تنطلق المؤتمرات المحلية..."


 

هل أعجبك هذا المقال ؟ شارك مع أصدقائك ! شارك
أضف تعليق على هذا المقال
0 تعليق
X

Fly-out sidebar

This is an optional, fully widgetized sidebar. Show your latest posts, comments, etc. As is the rest of the menu, the sidebar too is fully color customizable.