أخبار - 2016.01.04

ليلة القبض على آمال القرامي

ليلة القبض على آمال القرامي

استغربت الأوساط الأكاديمية والمثقفة التونسيّة  قرار سلطات مطار القاهرة الدولي منع الأستاذة الجامعيّة والناشطة آمال القرامي من دخول البلاد واحتجازها ليلة السبت إلى صباح يوم الأحد قبل ترحيلها إلى تونس. وكانت آمال القرامي قد سافرت إلى القاهرة من أجل تقديم محاضرة حول “”مناهج البحث في التطرف والإرهاب” وذلك بدعوة من مكتبة الإسكندرية.

ولا شكّ أنّ ما يثير الاستغراب أنّ آمال القرامي منعت من دخول مصر بتعلّة "تهديدها الأمن القومي المصري"! في حين أنّها معروفة بمواقفها المناوئة للتطرّف والإرهاب، علاوة  على أنّ الدعوة  صدرت عن هيأة لها صلات بالجهات الرسميّة المصريّة، وهي مكتبة الإسكندريّة وأنّ المصالح القنصليّة المصريّة منحتها تأشيرة دخول، بناء على هذه الدعوة.

فكيف يمنع شخص من دخول بلد من البلدان وهو يحمل تأشيرة؟ هل يتعلّق الأمر بانعدام التنسيق بين المصالح القنصليّة المصريّة في تونس والسلطات الأمنيّة في القاهرة، اللَّهُمَّ حصل مستجدّ في الفترة الفاصلة بين تاريخ إسناد التأشيرة وتاريخ السفر،فأضحت آمال القرامي، بين عشية وضحاها مصدر خطر على الأمن المصري!
وقد أصدر اتحاد الكتاب التونسيّين يوم الإثنين بيانا تضامنيا مع الكاتبة والباحثة الجامعيّة آمال القرامي إثر تعرّضها لهذه المعاملة المهينة ودعا فيه إلى تقديم اعتذار رسمي لها.

وإنّنا نعتقد أنّ لا شيء يبرّر وقوع هذه الحادثة المؤسفة التي ليست، في نطرنا، سوى لَبس سيسارع السفير المصري في تونس أيمن مشارفة إلى رفعه بالاعتذار للأستاذة آمال القرامي ،خاصّة وأنّه عرف بحرصه الشديد على الحفاظ على العلاقات المتميّزة التونسيّة المصريّة التي شهدت دفعا قويّا إثر الزيارة الرسميّة التي أدّها الرئيس الباجي قايد السبسي إلى القاهرة، إضافة إلى أنّ الأستاذة آمال القرامي تحظى بتقدير كبير في كلّ الأوساط وكانت ضمن وفد من كبار المثقفين والجامعيين استقبله مؤخّرا رئيس الجمهوريّة.
وعن هذه الحادثة، كتبت آمال القرامي على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك ما يلي:

"ليلة حجزي بشرطة ميناء القاهرة الجوي

"المحجوزة" هكذا يغدو اسمي، ممنوعة من دخول مصر…والسبب تهديد الأمن القومي، حين يغدو قلمي صنو السيف والرمح والكلايشنكوف مهددا لأمن البلدان …أقول ذاك هو العجب العجاب فما الذي اقترفت يدي ؟ حين ادعى لتقديم محاضرة حول “تقييم مناهج البحث في التطرف والإرهاب : الحصيلة والمقترحات’ ثم أعد في خانة الإرهابيين …تستوي الأضداد.

حين يسحب منك هاتفك وحاسوبك ويقال لك إلى التحقيق يا محجوزة …تفكر أكثر مرة …في معنى التطرف والإرهاب حين تحجز من الساعة الرابعة والنصف مساء إلى الثامنة والربع صباحا ترى وتعايين وتخاطب فئات متعددة …السوري صاحب التأشيرة “المضروب” والملتحي ، والمهربين للمخدرات والإفريقيات الطامعات في العمل …كلها فئات تودع في الحجز ..تتساءل وإذا المحجوزة حجزت بأي ذنب صودرت حقوقها : الحق في أن تعرف ما وجه الخطورة في الاشتغال بالفكر؟ والحق في أن تحفظ كرامتها ، والحق في يتعامل معها تعاملا إنسانيا؟ حين تساق إلى غرفة الإستحمام برفقة أمني وحين تساق إلى الطائرة ويصحبك الأمن ويرافق المرافق حتى “تسليمك إلى الأمن التونسي” …وحين تجرد من جواز سفرك تغدو بلا هوية ..تتساءل من أنا؟ القصة ذكرتني بمسلسل ‘ليلة القبض على فاطمة” وتساءلت هل أن مقالاتي بالشروق المصرية طيلة 3 سنوات مزعجة إلى هذا الحد؟ هل هي مواقفي؟ هل هي ؟ هل هي؟….المهم أنني عرفت اليوم ما معنى أن تتحول إلى Persona Disagrataمن المضحكات المبكيات ..زميلي الملتحي في الحجز قال لي ادعيلي يا دكتورة …حيفرج الله عليك مش من مقامك الحجز …خرج زميلي الملتحي بعد التحقيق سالما وحجزت للتحقيق المطول … أشكر مكتبة الإسكندرية لكل جهودها المبذولة واعتذارها ومحاولاتها المتعددة لتنتزع لي إذنا بالدخول وأرجو أن يتفهم المسؤولون لم أصررت على العودة إلى بلادي ورفضت محاولات تبذل في سبيل دخول أرض مصر …”مصر أم الدنيا” مصر الثقافة : الادب والفن …أقسمت أن لا أدخل بلدا غدوت فيه مهددة للأمن القومي زرت بلدانا عديدة سربيا ، لوتوانيا، ماليزيا ، الهند، تانزانيا، أوروبا ، الولايات الأمريكية المتحدة ، العالم العربي …وحظيت فيها بتكريم رؤساء الدول وعوملت معاملة قلما يحظى بها المثقف في بلده وشعرت بالفخر والاعتزاز …ما معنى أن تكوني تونسية ومع الأمن الوطني المصري أدركت ما معنى أن تكوني “امرأة ونصف” لا تصمّت ‘ حتى وإن احتجزوا الحاسوب والقلم …تنطق …تندد…وتأبى أن تعامل باعتبارها محجوزة".
 

هل أعجبك هذا المقال ؟ شارك مع أصدقائك ! شارك
أضف تعليق على هذا المقال
0 تعليق
X

Fly-out sidebar

This is an optional, fully widgetized sidebar. Show your latest posts, comments, etc. As is the rest of the menu, the sidebar too is fully color customizable.