المنصف المرزوقي يخرج عن صمته ليعلن مبادرة جديدة

سنة بعد الخروج من قصر قرطاج يعود الرئيس السابق المنصف المرزوقي إلى المعترك السياسي انطلاقا من قصر المؤتمرات بالعاصمة  ليعلن أمام أنصاره ،الذين جاءوا من مختلف أنحاء البلاد على متن حافلات استأجرت للغرض، ميلاد "حراك تونس الإرادة".
 ذكّره الاجتماع الحاشد الذي حضره قرابة 800 شخص بأجواء الحملة الانتخابيّة وبدا المرزوقي في مظهر القائد السياسي المصمّم على استعادة دوره في الساحة في ظرف يبدو له مناسبا في ضوء "الفشل الذريع" الذي مني به الساهرون على الشأن العام بعد الانتخابات التشريعيّة والرئاسيّة الأخيرة.
وقد وجّه سهام نقده إلى رئيس الجمهوريّة ورئيس الحكومة والائتلاف الحكومي دون تسميتهم، مستعرضا حصيلة العام الجاري التي تنمّ في رأيه عن هذا الفشل والمتمثل في "تراجع نسبة النموّ وازدياد حجم التداين العمومي وانعدام الاستثمار الخارجي والارتفاع الجنوني للأسعار وتدهور القدرة الشرائية للمواطن واستمرار البطالة".
وانتقد من يريد إقناع الرأي العام بأنّ المصالحة مع المفسدين ضروريّة لتعود العجلة الاقتصاديّة للدوران من جديد.
كما أشار المرزوقي إلى النقائص في مجالات الطاقة والإصلاح الزراعي والتنمية المستدامة والعمل البلدي، وتقدّم بمقترحات بغية تداركها.
 

وفي الحديث عن الإرهاب، حذّر من عودة خطاب غير مقبول يبرّر التضحية بالحريات بتحقيق الأمن، وتساءل لماذا أصبحت تونس من الدول الأولى التي تصدّر الشباب إلى بؤر التوتّر في الشرق الأوسط، ملاحظا أنّه وضع استراتيجيّة لمقاومة الإرهاب تمّ استبعادها وحان الوقت في نظره للعودة إليها.
أمّا بخصوص الديبلوماسيّة وبالتحديد الشأن الليبي، ذكر أنّ آخر لقاء حول هذا الملف انعقد في صائفة 2014  بإشرافه وبحضور جميع الأطراف الإقليميّة المعنيّة قصد الإعداد للحوار الوطني الليبي، ممّا مكّن، حسب قوله، من تحرير الديبلوماسيين الرهائن في ليبيا. وانتقد في هذا الصدد طريقة الفريق الحاكم لمعالجة الملف الليبي والتي تقتصر في رأيه على إجراءات أمنيّة ظرفيّة على الحدود، قائلا إنّ "الحلول لإطفاء الحريق في البيت تجهّز في الصخيرات والقاهرة ونيويورك".
تحدّث المرزوقي وألقى باللائمة  على الفريق الحاكم الحالي، في حين كان عليه أن يقوم بنقده الذاتي، وتناسى الأخطاء التي ارتكبها في فترة حكمه، حيث كان قريبا من رابطات حماية الثورة والسلفيين.