محسن مرزوق ومجموعته: القطيعة وإعادة البناء

تأكّدت يوم الأحد القطيعة بين محسن مرزوق المستقيل من حركة نداء تونس وأفراد مجموعته وحزبهم الأصلي، في تطوّر لافت للأزمة التي ظلّت لمدّة أشهر تهزّ كيان الحزب الأغلبي في البلاد.

وأعلن أنصار محسن مرزوق في البيان الصادر عن اجتماعهم يومي 19 و 20 ديسمبر الجاري بالحمامات"الانفصال التام عن كلّ المكوّنات والهياكل المسؤولة عن الأزمة الحاليّة وعن إعادة إنتاجها وعدم الاعتراف بكلّ القرارات الصادرة عنها"، إيمانا منهم  " بضرورة مواصلة المشروع الوطني الإصلاحي العصري الذي تأسّست عليه حركة نداء تونس، وضرورة التصدّي للمسار غير الديمقراطي القائم على التعيينات بالولاءات والمساومات والمماطلة والإقصاء وإنتاج الانحرافات والذي يستهدف تصفية المبادئ والأهداف التي انبنى عليها المشروع الوطني العصري لحركة نداء تونس".

وبات جليّا من خلال البيان أنّ محسن مرزوق وجماعته يسعون إلى سحب البساط من تحت أقدام شقّ حافظ قايد السبسي بتبني الفكر البورقيبي، منزّلين "إطلاق مسار إعادة تأسيس المشروع الوطني الأصلي" في سياق التواصل مع هذا الفكر وفي إطار"المشروع الوطني العصري الإصلاحي في البلاد، في إشارة واضحة إلى رفض التعامل مع حركة النهضة.

ويرى الملاحظون في التمشي الذي يعتزم محسن مرزوق ومجموعته اتباعه تشابها كبيرا مع النهج الذي اعتمده الزعيم الحبيب بورقيبة في 2 مارس 1934 عندما انسلخ ورفاقه من اللجنة التنفيذية للحزب الحرّ الدستوري ليؤسّس الحزب الحرّ الدستوري الجديد الذي قاد الكفاح ضدّ الاستعمار.

ومن المنتظر أن يتمّ الإعلان يوم 10 جانفي القادم عن تشكيل هذا الحزب المنشقّ عن نداء تونس وقد يتخّذ اسم "بناء تونس". 

وفي الأثناء أصبح عدد المستقيلين رسميّا من النواب الإثني وثلاثين المؤيدين لمحسن مرزوق إحدى وعشرين نائبا،
وهو ما يعني أن حزب نداء تونس لم يعد الحزب الأغلبي في مجلس نوّاب الشعب، إذ أنّ عدد نوابه أصبح 68 نائبا مقابل 69 لحركة النهضة.