رسائل الباجي قايد السبسي في الذكرى الخامسة لاندلاع الثورة- فيديو

من خلال لقاء بمجموعة من نوّاب سيدي بوزيد في يوم الاحتفال بالذكرى الخامسة لاندلاع الثورة، وجّٰه الرئيس الباجي قايد السبسي جملة من الرسائل إلى الرأي العام الوطني استعاض بها عن الخطب التي اعتاد البعض إلقائها في مثل هذه المناسبة.

في الرسالة الأولى وهي رسالة طمأنة، أكّد أنّ الوضع في البلاد صعب ولكنّ مواجهة مختلف المشاكل القائمة ليس أمرا مستحيلا،مبرزا ضرورة تكاتف كلّ الجهود والكفّ عن المزايدات التي لن تجدي نفعاً لأنّه ليس من الأخلاق في شيء " المزايدة على البؤس"، فضلا عن تفادي الاستعمال السيئ  للحريّة التي "ربّما أفرطنا فيها" لتجسيم استحقاقات الثورة، والمتمثّلة بالخصوص في مقاومة الفقر والبطالة وتحقيق التنمية المتوازنة بين الجهات للحدّ من تهميش المناطق المحرومة الذي كان نتيجة نمط تنموي اعتمد طوال عقود. وأقرّ بحقّ ولاية سيدي بوزيد والولايات الأخرى المشروع في التطلّع إلى إنجاز مشاريع  توفّر مواطن الشغل للشباب وتساهم في تحسين الأوضاع فيها، "وليس تغييرها بين عشيّة وضحاها" لأنّ ذلك غير ممكن.

وأشار رئيس الجمهوريّة إلى أنّ رئيس الحكومة مهتمّ بالتنمية الجهويّة من خلال زياراته الميدانيّة للولايات، ملاحظا أنّ الأوضاع لن تستقرّ إلّا متى تمّ معالجة ظاهرة الإرهاب من جذورها وتوفير الظروف الملائمة للنهوض بالجهات الداخليّة وإشاعة الأمل لدى الشباب.
الرسالة الثانية موجّهة إلى النخب إذ ذكّر رئيس الدولة بلقائه الأخير بعدد من الجامعيين والمثقفين الذين وجّهوا له بيانا يتضمّن انتقاداتهم للأوضاع الاقتصاديّة والاجتماعيّة والأمنيّة في البلاد، مؤكّدا أنّ البلاد في حاجة إلى مساهمة نخبها في هذا الظرف بالذات في إيجاد الحلول للمشاكل القائمة. وجدّد في هذا السياق رفضه للإقصاء الذي كان قاومه في السابق.

أمّا الرسالة الثالثة فهي تتضمّن التعبير عن عزمه القيام كرئيس دولة منتخب من الشعب في ترسيخ التمشي الديمقراطي وأومأ إلى الانتقادات التي وجهها له البعض على خلفيّة النزاعات داخل حركة نداء تونس والتي سقطت في "الابتذال في الكلام"،مؤكّدا أنّ همّه الوحيد يتمثّل في "توريث الجيل الجديد" لتسيير شؤون البلاد وبناء "دولة القرن الحادي والعشرين".
كما دحض الادعاءات بشأن وجود تدخلات أجنبيّة في الشؤون الداخليّة، موضّحا أنّ "القرار السياسي مستقلّ"، غير أنّه لاحظ أنّ العلاقات الدوليّة تحكمها المصالح. وفي هذا الصدد قال إنّه لا "يمكن أن نكون ضدّ السعوديّة" في قرارها إنشاء تحالف للدول الإسلاميّة ضدّ الإرهاب.