في العدد الثاني من "ليدرز العربيّة":حديث لميّا الجريبي التي تخرج عن صمتها وأضواء على أحداث سياسيّة وثقافيّة وتاريخيّة
يصدر العدد الثاني من مجلّة "ليدرز العربيّة" زاخرا كالعادة بالمواضيع ذات الطابع السياسي والثقافي والتاريخي. ويتميز هذا العدد بحديث خصّت به ميّا الجريبي المجلة وتحدثت فيه عن أهمّ المحطّات في مسيرتها النضاليّة والإنجازات التي تفتخر بها. ولئن غابت ميّا الجريبي عن الأنظار واحتجبت عن الساحة السياسيّة لأشهر، بسبب المرض، فإنّها من خلال هذا الحديث تخرج عن صمتها وتعود، كما عهدها الجميع، عاقدة العزم على المضيّ قدما في سبيل الإسهام في تكريس الحقوق والحريّات.
"قد لا تُكتب لنا الحياة بعد هذا اليوم، لذلك عاهدوني ٲن تبلّغوا العالم ٲجمع ٲنّ التونسيين كسروا قيود الخوف والإستكانة، ٲنّ الشعب التونسي سائر نحو الحريّة..."، هكذا تتذكر ميّا الجريبي ما قالته يوم 14 جانفي 2011 من ٲمام وزارة الداخلية، يوم اندلاع ثورة تونس التي "مازالت إلى اليوم تنتظر الاستكمال" حسب قولها. اذ لم تخفي ميّا الجريبي خيبتها في ما تعيشه السّاحة السياسيّة من تغليب المصلحة الذاتية. لكنها في الوقت ذاته تعبر عن ٲملها في المستقبل مؤمنة بٲن "الطاقات الايجابية التي يزخر بها وطننا لا ينقصها إلاّ التضامن والالتقاء لبناء مستقبل واعد وإرساء قيم المواطنة التي يشترك فيها الكثيرون ممن لا مصلحة لهم سوى ٲن يروا تونس متقدمة ومنفتحة وعادلة".
قانون المصالحة
وعن قانون المصالحة، ترى ميّا الجريبي ٲنّ مصلحة البلاد تقتضي سحب هذا المشروع وفتح حوار جدّي حول سبل دعم مسار العدالة الانتقالية وإنجاحها وتوحيد الصف لمواجهة التحديات اذ لا يمكن لقانون المصالحة ٲن يمرّ والعاطلون عن العمل لا يرون ٲي ٲفق لتحقيق الفرص ومجابهة الفساد. في المقابل يقدّم الاستاذ عادل كعنيش في هذا العدد الجديد من "ليدرز العربيّة" تحليلا حول "المصالحة والمحاسبة : المعادلة الصعبة" مؤكدا ٲنّ بعث لجنة متٲلّفة من خبراء في الشؤون المالية والاقتصادية والمحاسبية سيزيل احتراز العديد من المعارضين لهذا المشروع، اذ ستتمكن هذه اللجنة، اذا ما وقع بعثها، من حصر قيمة الاموال المشبوهة في مدّة زمنيّة قصيرة. ويقول الاستاذ كعنيش "نعتقد انه ليس من خيار إلاّ الحلول المؤلمة لإنهاء بعض المشاكل المعقدة، والشعوب التي تتجاوز خلافاتها وتنزع الاحقاد بين مواطنيها هي التي يكون النجاح حليفها في نهاية المطاف".
وفي ما يتعلق بالقضايا الدولية، تضمّنت "ليدرز العربية" قراءة تحليلية لرشيد خشانة حول الوضع في ليبيا إذ يرى ٲنّ المرحلة المقبلة ستكون الٲعقد لٲنّ الصعب ليس الاتفاق بين الفرقاء بل تحقيق الوفاق في الميدان والسير وسط غابة من الميليشيات. فيما كتب السفير السابق محمّد إبراهيم الحصايري عن التدخّل الروسي في سوريا والذي اعتبره معادلة شرق أوسطيّة جديدة.
وبالإضافة إلى مقال يحلّل الأبعاد الرمزيّة لحصول رباعي الحوار الوطني على جائزة نوبل للسلام، يتضمّن العدد الجديد لمجلّة" ليدرز العربيّة"، في ركنها الثقافي، تقديما لكتاب الإعلاميّة التونسيّة المقيمة بمصر ألفة السلامي الذي يحمل عنوان"ثورة جسد"، إلى جانب مقال كتبه علي اللواتي عن فقيد الفنون التشكيليّة الرسّام الكبير محمود السهيلي، محلّى بصور من لوحاته.
أمّا في الجانب التاريخي، فإنّ العدد الجديد يحتوى على الجزء الثاني من قصّة "حسناء جنوة التي غيّرت تاريخ الدولة الحسينيّة في تونس" ويسلّط الأضواء على مؤتمر الحزب الحرّ الدستوري المنعقد بصفاقس في نوفمبر 1955 ويكشف للمرّة الأولى عن خفايا هذا المؤتمر.
- اكتب تعليق
- تعليق