قايد السبسي: لابدّ أن نتأكّد إن كان للنهضة ذراع سرّي
من الأسئلة التي طرحتها جريدة "العرب" اللندنية على الرئيس الباجي قايد السبسي سؤال يتعلقّ بما أصبح معرفا بقضي "الجهاز السرِّي لحركة النهضة".
وقال رئيس تحرير الجريدة هيثم الزبيدي الذي أجرى حديثا مع رئيس الجمهورية نشر يوم الثلاثاء 29 جانفي 2019 عند طرح السؤال " لكنّ بعدا جديدا أمنيا دخل على الخط السياسي صار يثير القلق عند التونسيين بالعموم، لكنه يحمّل الرئيس الباجي مسؤولية مضاعفة. إنّه موضوع "الجهاز السري" للنهضة التي تتراوح أوصافه بين جهاز استخباري بمرجعية أخوانية دولية، إلى ذراع أمني لحركة النهضة بقدرات عسكرية، وصلا إلى ماكنة لتجنيد الجهاديين في تونس وإرسالهم إلى جبهات مختلفة منها سوريا والعراق وليبيا.
يسود الحديث في تونس عن تراكم مئات (البعض يتحدث عن آلاف) الوثائق عن "الجهاز السري" وأن أجهزة الأمن قد وضعت بين يدي الرئيس المعطيات وأن كشفها قادم لا محالة أمام الرأي العام التونسي وأن تحريكها قضائيا بدأ بعد".
وكان ردّ الرئيس على هذا السؤال : "أنا من موقعي كرئيس للجمهورية، بقطع النظر عن انتماءاتي الشخصية، أدعم الشفافية. الشعب يجب أن يكون على بينة من الطريق الذي نسير فيه. وهذه الشفافية تقتضي أنه إذا كان هناك تفاصيل ثابتة بالوثائق لن نتخلف عن إشهارها لسلامة المسيرة التي نحن نمشي فيها".
وأضاف رئيس الجمهورية ": لا بد أن نتأكد إن كان هناك ذراع سري. النهضة تنكر وجوده لكن الكثير من المراقبين السياسيين والمحامين الذين يتابعون قضايا اغتيال الشهداء يقولون إنه موجود. دولة مثل تونس تريد أن تكون ثورتها نزيهة يجب أن تعرف هل هذا الجهاز موجود أم لا. لهذا يجب أن نقوم بالاستقصاء والتحقق للتأكد من أنه موجود. نحن لا نتّهم دون حجة."
كما جاء في الحديث بخصوص هذه القضية: "يشير الباجي قائد السبسي إلى اغتيال الزعيمين شكري بلعيد وأحمد البراهمي سنة 2013 في ظروف لم تتوضح تماما بعد. والتحقق يفتح أبواب كثيرة في علاقة النهضة مع دول وتنظيمات عالمية وهو ما يراه الباجي جزءا من مسار الشفافية في تونس. فـ"الحديث عن البعد العالمي لحركة النهضة صحيح كونها من جماعة الإخوان المسلمين. لكن لا ننكر أنّ النهضة قامت بمجهود لتتحول إلى حزب سياسي عادي. لكن هذا المجهود غير كاف. عندما انعقد المؤتمر الأخير للنهضة حضرت في افتتاحه حتى أشجع على التحول إلى حزب سياسي حقيقي لكن تبين أنّه المجهود غير كاف وذلك لأنّه قام على فكرة الفصل بين الدعوي والسياسي، وهذا غير ممكن وليس المطلوب. على كل حال الثابت الآن أنّه يجب التأكد من وجود هذا الذراع السري لسلامة الأوضاع أولا، وثانيا نتأكد هل كان لهذا الذراع دور في الاغتيالات أم لا، رغم رغبة بعض الأطراف في التعتيم على الموضوع لضمان دعم النهضة في الانتخابات القادمة."
موضوع الاغتيالات قضية شائكة في تونس التي تطالب بمعرفة من استهدف صفوة من السياسيين التونسيين في مرحلة حرجة ما بعد الثورة. لكنه لا يقل أهمية عن معرفة طبيعة "الجهاز السري" في تجنيد المجاهدين وحثهم على الانضمام إلى جماعات خارجية. وهو الأمر الذي يحرص الرئيس على الوصول فيه إلى الحقيقة. يقول "لا بد أن نتأكد من ذلك. لو كنت أنا النهضة لكنت عملت على إثبات أن هذا الأمر غير موجود. لكن نحن ليس لدينا موقف معادي أو متحمس لهذا أو لذلك. نحن نتحمس للحقيقة لأنها ذات فائدة للجميع."
قراءة المزيد:
الباجي قايد السبسي في حديث لجريدة" العرب" : ترويكا جديدة بقيادة النهضة
في حديث لقايد السبسي لجريدة العرب اللندنية: الشاهد يريد أن يبقى في السلطة والنهضة فهمت طموحه
- اكتب تعليق
- تعليق