محمد إبراهيم الحصايري: دعوة إلى التفكير في إنشاء مجموعة خمسة زائد خمسة زائد خمسة

محمد إبراهيم الحصايري: دعوة إلى التفكير في إنشاء مجموعة خمسة زائد خمسة زائد خمسة

الأسبوع الثالث من شهر سبتمبر الجاري شهد تنظيم العديد من الفعاليات الرسمية وغير الرسمية التي تركّزت أعمالها، أولا، على تشخيص التحديات والرهانات التي تعترض بلادنا ومنطقتنا المغاربية، على الصعيد الأمني، وثانيا على التفكير في السبل الكفيلة بالمساعدة على التعاطي معها تعاطيا مجديا يمكن من مواجهتها ورفعها...

وقد أتيح لي أن أشارك في اثنتين من هذه الفعاليات، كانت الأولى عبارة عن "ورشة للخبراء" عقدتها يوم الأربعاء 19 سبتمبر 2018 "جمعية الدراسات الدولية" بالتعاون مع "مؤسسة فريديريشايبرت" الألمانية، وقد تناولت بالبحث "الرهانات والآفاق الأمنية في المغرب العربي".

أما الثانية فقد كانت ندوة نظمها يوم الجمعة 21 سبتمبر 2018 "المعهد التونسي للدراسات الاستراتيجية" تحت عنوان "التحديات الأمنية في محيط المغرب العربي الساحلي الصحراوي".

وفي كلتا الفعاليتين، انصب اهتمام المشاركين على ما تنطوي عليه الأوضاع في منطقة الساحل والصحراء من مخاطر عديدة وكبيرة يخشى أن تمتد تهديداتهاإلى بلداننا ومنطقتنا المغاربية ككل، لا سيما وأن حالة الاضطراب المستمرة في ليبيا تغذي هذه المخاطر وليس من المتوقع أن تهدأ في المدى المنظور...

ودون الدخول في تفاصيل مُجْرَيَات الفعاليتين، وما تم تقديمه خلالهما من "توصيفات" وما تم اقتراحه من "وصفات"، فإنني أريد أن ألاحظ أن النهج المعتمد في مقاربة هذه المسألة الاستراتيجية قد لا يكون النهج الأمثل والأنجع، لأننا ما نزال، حتى الآن، نفكر فيها ونبحث عن حلول لإشكالياتها بطريقة آحادية الجانب، في حين أنه بات من الضروري، في نظري، أن نتواصل مع بلدان منطقة الساحل والصحراء لكي نتدارس، جماعيا، ما يمكن أن نقوم به معا، حاضرا ومستقبلا، من أجل درء ما يحدق بنا وبها من مخاطر مشتركة...

وبالفعل، فقد كان من بين أهم الأفكار التي تم التطرق اليها خلال الفعاليتين، فكرة إنشاء آلية، ولوغير رسمية في مرحلة أولى، للحوار بين البلدان المغاربية من ناحية وبين بلدان الساحل والصحراء ومعها السينغال من ناحية أخرى، وذلك إسوة بالآلية التي تجمع، منذ سنوات عديدة، بين بلدان المغرب العربي وبلدان أوروبا المتوسطية في إطار ما اصطلح عليه بحوار خمسة زائد خمسة.

وبما أن أوروبا باتت تتأذّى من انعكاسات الإشكاليات التي تعاني منها منطقة الساحل والصحراء، وهي مرشّحة لأن تتأذّى منها أكثر فأكثر مستقبلا، خاصة إذا تواصل تفاقم آفات الإرهاب والتهريب والجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية... فربما أمكن، في مرحلة لاحقة، النظر مع شركائنا في الشمال والجنوب، في إمكانية الجمع بين آليّتَيْالحوار، وإنشاء آلية جديدة للحوار بين الخمسة زائد خمسة زائد خمسة.

وفي رأيي فإن هذه الفكرة التي أؤيدها شخصيا كل التأييد جديرة بالدراسة بكل جدية، وهي إن تم تبنيها ستستدعي التشاور في شأنها مع دول المغرب العربي، وهي بذلك ستساعد على إعادة تحريك العمل المغاربي المشترك على الأقل في المجال الأمني، وهو مجال حيوي بالنسبة إلى بلداننا جميعا، إذ بات من الثابت أنه لا يمكن لأي منها أن يدرأ عن نفسه مخاطر آفات الإرهاب والتهريب والجريمة المنظمة بصورة انفرادية، فهذه الآفات عابرة للحدود وخارقة للتحصينات مهما كانت منيعة./.

محمد إبراهيم الحصايري
 

هل أعجبك هذا المقال ؟ شارك مع أصدقائك ! شارك
أضف تعليق على هذا المقال
0 تعليق
X

Fly-out sidebar

This is an optional, fully widgetized sidebar. Show your latest posts, comments, etc. As is the rest of the menu, the sidebar too is fully color customizable.