جديد البحوث الطبية في مجال السرطان في كتاب لبيت الحكمة

يتضمّن كتاب "محاضرات بيت الحكمة 2016-2017 " الصادر مؤخّرا عن المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون "بيت الحكمة" عديد الدراسات العلميّة والأدبيّة والفنيّة لأكاديميين مختصين، من بينها دراسة حول جديد البحوث الطبيّة في مجال السرطان، قدّمها الدكتور سالم شعيب حول سبل العلاج المناعي لأمراض السرطان، تلك التي  بلغت اليوم حسب دراسته "الطور الرابع" المتمثّل في  "تكامل الأشكال العلاجية المختلفة"  بعد أن مرّت أوّلا بالعلاج الجراحي وثانيا بالكيمياوي  ثم العلاج بالأشعّة،  مشيرا إلى أن العلاج المناعي "قد شهد اليوم ولادة جديدة ببروز آفاق تعدّد السبل العلاجية" بفضل التحولات العلميّة في مجالات البيولوجيا وتطوّر التقنيات الطبيّة والتكنولوجيات المستخدمة، القادرة على رصد الورم منذ بداياته،  لذلك تمكّن الطب من توظيف "استراتيجيات اللقاح العلاجية" وفقا لقوله . كما أبرز الدكتور أهمية اكتشاف المضادات الجديدة التي أفضت إلى نجاحات مطلقة في فترات قياسية، خاصة المتعلّقة  "بسرطان الجلد" على خلاف بعض الأورام السرطانية الأخرى، مثل سرطان الرئة والأنف والحنجرة والكلية الخ . . مقدّما عديد النماذج المعتمدة في العيادات والمخابر العالميّة باعتباره باحثا في مراكز بحثية أوروبيّة.

وعلى الرّغم من تلك النجاحات المذهلة والآمال الكبيرة، يظل المسار الطبي المقاوم لآفة السرطان معنيا بالتحديات ذات العلاقة "بإخماد المناعة" حسب تعبيره، حيث قدّم بعض الأمثلة التي تخطّت في مراحل أولى الوضع المرضي ثم تجدّد الورم ولم يرجع ذلك إلى اعتبارات معرفية خالصة، بل إلى بنية علل تشمل الاقتصادي والسياسات الصحية المعتمدة، فآليات إنتاج المضادات وصناعة الأدوية ذات الصلة ببعض الأورام "مكلفة جدا" وفقا لقوله وتتحكّم  فيها "لوبيات فاعلة"، لنستشف ارتباط الرهانات العلميّة بالقوى الضاغطة اقتصاديا وسياسيا لأنّ منطق المافيا مهووس باحتكار الحياة وإن كان ذلك في المجتمعات الأكثر ترديدا للشعارات الحقوقيّة والخطب الإنشائيّة حول أنشودة المواطنة.

ويحتوي الكتاب على دراسات تتعلّق بقضايا التجديد في النص الديني وعلاقة الفلسفة بالقرآن والمقاربات الفيلولوجيّة وسؤال المنهج في قراءة المصحف، إلى جانب بعض الدراسات التاريخيّة والفكريّة المختلفة التي أنجزتها الأقسام العلميّة بالمجمع على امتداد الموسمين.