أحـداث في رمضان: من غزوة بدر إلى حرب أكتوبر

أحـداث في رمضان:  من غزوة بدر إلى حرب أكتوبر

يقترن الحديث عن شهر رمضان غالبا بذكر معاني مجاهدة النّفس ومغالبة القعود والإقبال على العمل ، ويُتمثَّل لذلك بما خاضه المسلمون في هذ الشّهر من غزوات ومعارك، وتؤكّد العودة إلى أمّهات كتب التّاريخ مثل تاريخ الطّبري وتاريخ ابن خلدون وغيرهما أنّ الحديث عن ارتباط شهر رمضان بالنّضالات والمعارك والحروب والأحداث الجسام ليس من قبيل المواعظ والدّروس وسرد المغازي والسّير وإنّما أُريدَ لهذا الشّهر الكريم أن يكون حقّا شهر مجاهدة ومغالبة وشهر فتوح وانتصارات وشهر تحوّلات كبرى ومنعطفات تاريخيّة حاسمة، فهل هي محض مصادفات تاريخيّة؟ أم إنّ لهذا الشّهر نفحات إيمانيّة خارقة تفعل فعل شحذ العزائم وحفز الهمم؟ أم إنّ في الأمر حكمة بالغة؟

سنحاول في ما يلي استعراض أهمّ الأحداث التـّاريخيّــــة التّي شهـــدها شهر رمضان من غزوة بدر الكبرى وفتح مكّة إلى حـرب العاشر من رمضان 1973 بين العرب وإسرائيل.

غزوة بدر الكبرى (17 رمضان من السّنة الثّانية للهجرة)

بلغ إلى رسول اللّه أنّ إبلا لقريش فيها أموال عظيمة مقبلة من الشّام إلى مكّة وفيها ثلاثون أو أربعون رجلا من قريش يتقدّمهم أبو سفيان ومعه عمرو بن العاص ومخرمة بن نوفل، فدعا، عليه السّلام، المسلمين لاعتراض هذه القافلة. وعلم ابن سفيان بذلك فبعث إلى أهل مكّة يستنصرهم فخرجوا في ما يزيد عن تسعمائة رجل، ولم يكن المسلمون سوى ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا. والتقـــى الجيشان في بـــدر وأبلى عُبيدة بن الحارث وحمزة بن عبد المطّلب وعلي بن أبي طالب البلاء الحسن فهُزم المُشركون وقُتل منهم يومئذ سبعون رجلا.

فتح مكّة (20 رمضان من السّنة الثّامنة للهجرة) 

خرج رسول اللّه في العاشر من رمضان في عشرة آلاف رجل من قبائل سُليم ومُزينة وغِفار وقريش وأسد وتميم وغيرها من المهاجرين والأنصار لفتح مكّة. ولمّا بلغها أمّن سائر النّاس في قولته الشّهيرة: «من دخل دار أبي سفيان فهو آمن ومن أغلق عليه بابه فهو آمن ومن دخل المسجد فهو آمن»، وجعل على ميمنة الجيش خالد بن الوليد وعلى ميسرته الزّبير بن العوّام وعلى المقدّمة أبو عبيدة بن الجرّاح وأمرهم بالدّخول إلى مكّة وأن لا يُقاتلوا إلّا من قاتلهم. ثمّ دخل رسول اللّه المسجد وطاف بالكعبة وأمر بكســـر الصّـــور داخـل الكعبة وخارجها وبكسر الأصنام حواليها وأمر بلال بن رباح فأذّن على ظهر الكعبة. ووقف الرّسول بباب الكعبة ثاني يوم الفتح وخطب خطبته المعروفة. ثمّ تلا الآية الكريمة: «يا أيّها النّاس إنّا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إنّ أكرمكم عند اللّه أتقاكم إنّ اللّه عليم خبير». يا معشر قريش ويا أهل مكّة ما ترون أنّي فاعل بكم؟ قالوا خيرا! أخ كريم وابن أخ كريم، ثمّ قال: «اذهبوا فأنتم الطّلقاء» وأعتقهم على الإسلام فبايعوه على السّمع والطّاعة للّه ورسوله فيما استطاعوا.

معركة بلاط الشّهداء (2 رمضان 114 هـ – أكتوبر 732 م)

تولّى عبد الرّحمان الغافقي إمارة بلاد الأندلس زمن الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك فعزم على فتح بلاد الإفرنج ودعا المسلمين من اليمن والشّام ومصر وإفريقيّة لمناصرته فجاؤوا حتّى ازدهت بهم قرطبة.

وجمع الغافقي المقاتلين في مدينة بنبلونة وخرج في احتفــال مهيب ليعـــبر جبـال البرانس شمـال اسبـــانيا، واتّجه شرقا جنوب فرنسا فأخضع مدينة «آرال» ثـمّ اتّجه إلى «أقطانيا» Aquitaine فانتصــــر على الدّوق «أودو» انتصارا حاسما فتقهقر الدّوق واستنجد بـ» شارل مارتيل» حاكم «Le palais franc» وكان يُسمّى «المطرقة» لبالغ سطوته وتأثيره، فقال لقومه:» لا تعترضوا العرب في حملتهم هذه فإنّهم كالسّيل يحمل ما يُصادفه. ولكن أمهلوهم حتّى تمتلئ أيديهم من الغنائم ويتّخـذوا المساكـــن ويتنافسوا في الرّئاسة ويستعين بعضهم على بعض فحينئذ تتمكّنون منهم بأيسر أمر». ومضى الغافقي في طريقه متّبعا مجرى نهر القارون Garonne ففتح «بردال» واندفع شمالا حتّى وصـــل إلى مدينــة «بواتييه» Poitiers، وكانت المعركة هناك في مكان يسمّى بلاط الشّهداء. وكانت الغنائم التّي حملها الجيش الإسلامي ممّا جمعه في المعارك السّابقة سببا في الهزيمة، فقد كان اهتمام المقاتلين منصبّا على حماية المواضع التّي أودعوا فيها غنائمهم فاضطربت صفوفهم واتّسعت الثّغرة التّي نفذ منها الفرنجة فاندفعوا في عنف وقوّة زلزلت نظام القوّات الإسلاميّة. وحـــاول الغافقي أن يُثبّــت جنــوده ويُعيد تنظيمهم أو يصــرفهم عن الهلع على الغنائم فلم يُوفّق وأصابه سهم أودى بحياته، وانتظر المسلمون حتّى أقبل اللّيل فانتهزوا فرصة الظّلام وتسلّلوا متراجعين إلى الجنوب على عجل في الثّاني من رمضان 144 هـ. وهكذا أوقفت هذه المعركة المدّ الإسلاميّ إلى كلّ أوروبّا.

دخـول عبـد الرّحمـان إلى الأنــدلـس (15 رمضـــان 138 هـ – 20 فيفري 756 هـ)

عبر عبد الرّحمان الدّاخل (صقر قريش) البحر إلى الأندلس ليؤسّس دولة إسلاميّة قويّة هي الدّولة الأمويّة في الأندلس وذلك بعد إفلاته من العبّاسيّين الذّين كانوا يُلاحقون بني أميّة بالقتل في المشرق.  ولمّا بلغ خبرُ دخولِه الأندلس وتجمُّعِ النّاس حوله إلى والي الأندلس يوسف بن عبد الرّحمان الفهري نصحه وزيره الصُّميل بالتّوجّه فورا إلى ملاقاة عبد الرّحمان. وكان الدّاخـــل قد أخضع كافّة المدن في طريقه حتّى إشبيلية التّي استولى عليها وبايعه أهلها فتجمّع له ثلاثة آلاف مقاتل، ثمّ حاول مباغتة يوسف الفهري ومهاجمة قرطبة ليستولي عليها، والتقى الجيشان في موضع يبعد عن قرطبة نحو 45 ميلا لا يفصلهما إلّا النّهر. حاول يوسف الفهري أن يغري عبد الرّحمان لينصرف بجنده بأن وعده بالمال وبأن يزوّجه من إحدى بناته إلّا أنّ عبد الرّحمان رفض وأسر خالد بن يزيد أحد رسل يوسف إليه لإغلاظه له القول. ودارت المعركة التّي انتهت بنصر عبد الرّحمان فعبر جيشه النّهر ودخل قرطبة وأدّى الصّلاة في مسجدها الجامع حيث بايعه أهلها على الطّاعة.

معركة عمّوريّة (6 رمضان 223 هـ – أوت 838 م)

دارت هذه المعركة بين الخلافة العبّاسيّة والامبراطوريّة البيزنطيّة ، وكان الجيش العبّاسي يُقاد من قبل الخليفة المعتصم باللّه شخصيّا (218 هـ إلى 227 هـ). والدّافع الحقيقي لهذه الغزوة هو ردّ هجمات الرّوم المتكرّرة بقيادة ملكهم «توفيل بن ميخائيل»، وكان للمعتصم ما أراد، إذ فتح عمّوريّة (وهي مدينة بيزنطيّة في آسيا الصّغرى، تركيا حاليّا) ووقع في قبضته حاكمها «ياطيس» بعد أن حاصرها 12 يوما إلى أن سقطت ودخلها المسلمون في 17 رمضان 223 هـ. ولهذا الفتح وقعه في النّاس إذ حيكت روايات متعدّدة لدوافعه «الانفعاليّة» لعــلّ أشهرها أنّه بلغ المعتصم أنّ امرأة عربيّة صاحت وهي أسيرة عند الرّوم: «وا معتصماه !» فأجابها وهو جالس على السّرير: لبَّيْكِ ! لبَّيْكِ ! ونهض من ساعته وصاح في قصره: النّفير ! النّفير !

وقد خلّدت هذه المعركةَ قصيدةٌ شهيرة لأبي تمام في مدح المعتصم باللّه بعد فتحه عمّوريّة مطلعها:

السَّيْفُ أَصْدَقُ إِنْبَاءً مِنَ الكُتُبِ *** فِي حَدِّهِ الحَدُّ بَيْنَ الجِدِّ واللَّعِبِ

معركة حطّين (26 رمضـــان 584 هـ – 17 نوفمبر 1188م)

هي معركة فاصلة بين الصّليبيّين والمسلمين بقيادة صلاح الدّين الأيُّوبي، بدأت في 25 ربيع الثّاني من سنة 583 ه الموافق لـ 4 جويلية 1187 بالقرب من قرية المجاودة بين النّاصرة وطبريّة، انتصر فيها المسلمون، ووضع فيها الصّليبيّون أنفسهم في وضع غير مريح استراتيجيّا داخل طوق من قوّات صلاح الدّين وأسفرت عن تحرير مملكة القدس في أكتوبر 1187 (رجب/ شعبان 583 هـ) ثمّ تحرير معظم الأراضي التّي احتلّها الصّليبيّون بعد استسلام حامية مدينة الكَرَك في نوفمبر 1187 (رمضان 584 ه). وبذلك أنهت هذه المعركة الوجود الصّليبيّ في المشرق.

معركة عين جالوت (25 رمضان 658 هـ – 3 سبتمبر 1260 م)

هي إحدى أبرز المعارك الفاصلة في التّاريخ الإسلاميّ، إذ استطاع جيش المماليك بقيادة سلطان مصر سيف الدّين قُطُز إلحاق هزيمة قاسية بجيش الماغول. وتكمن أهميّة هذه المعركة في أنّها دارت في سيـــاق مخصوص، فقد جرت بعض انتكاسات مريرة لدول العالم الإسلامي ومُدنه، حيث سقطت عاصمة الخلافة بغداد وقُتل الخليفة المعتصم باللّه فسقطت معه الخلافة العبّاسيّة قبل تلك المعركة بسنتين 656 هـ، ثمّ تبع ذلك سقوط جميع مدن الشّام وفلسطين وخضوعها لقائد الماغول «هولاكو».وكانت مصر في تلك الفترة تعيش صراعات داخليّة حادّة انتهت باعتلاء سيف الدّين قُطُز العرش سنة 657 هـ، فسارع بإصدار عفو عامّ عن المماليك الفارّين من مصر وإصدار فتوى تُجيز له جمع الضّرائب لتجهيز الجيش، وما إن انتهى من ذلك حتّى سار بجيشه من منطقة الصّالحيّة شرق مصر حتّى وصل إلى سهل عين جالوت الواقع بين مدينتي نابلس وبَيْسان في فلسطين، وهنـــاك تصــادم الجيشان الإسلامي والماغـولي فكانـــت الغلبــــة للمسلمين الذّين انتصروا انتصارا ســـاحقا أبـــاد جيش الماغول بأكمله.

استرجاع أنطاكيّة من يد الصّليـــبيّـين (4 رمضـــان 666 هـ – 18 ماي 1268م)

بعد أن ظلّت مدينة أنطاكيّة واقعة في أيدي الصّليبيّين لمدّة 170 سنة نجح السّلطان المملوكي الظّاهر بيبرس في استردادها وإعادتها إلى الحكم الإسلاميّ. وقــد بــدأ التّفكير في استرجاع مدينة أنطاكيّة منذ هزم الماغول في معركة عين جالوت لأنّ إمارة أنطاكيّة حاربت إلى جانب الماغول عند غزو الشّام، فكانت الغاية من الهجوم عليها الانتقام من حُكّامها الذّين ناصروا الماغول في حروبهم مع المسلمين وضمّها من جديد إلى البلاد الإسلاميّة. حاصر الظّاهر بيبرس أنطاكيّة من ثلاث جهات: من جهة مينائها حتّى يقطع الاتّصال بينها وبين البحر، ومن جهة الطّرق التّي تربطها ببلاد الشّام في جبال طوروس كي يمنع وصول إمدادات الأرمن إليها، ومن جهة أسوارها ليطوّقها بالكامل. وفي الرّابع من شهر رمضان 666 هـ شنّ هجومه الشّامل عليها، وتمكّن جنوده من عمل ثغرة في ســـورها فدخلت قوّاته المدينة واندلعت معركة كبيرة حيث أمر بَيْبَرس بإقفال أبواب المدينة حتّي يمنع خروج أيّ شخص منها ولاحق من استطاع اللّجوء إلى قلعتها بأعلى الجبل فأسّر أعدادا ضخمة منهم وجمع غنائم عظيمة من الأموال والمصوغ والذّهب والفضّة والغلمان والنّســـاء والخــدم والجواري فباشر قسمتها بنفسه، ثمّ ركب إلى القلعة فأحرقها فأخذ النّاس مــن حديد أبوابها ورصاص كنــائسهـــا ما لا يُوصف كثرةً.

مؤتمر ليلة القدر (26 رمضان 1365 هـ – 23 و24 أوت 1946 م)

انعقد هذا المؤتمر في اللّيلة الفاصلة بين 23 و24 أوت 1946 (ليلة 27 رمضان) بالعاصمة برئاسة العروسي الحدّاد، وهو مؤتمر وطني ضمّ زهاء 200 شخصيّة وطنيّة من كامل البلاد يُمثّلون الأحزاب السّياسيّة والمجتمع المدني وكلّ الفئات الاجتماعيّة، فقد شارك فيه إلى جانب قادة الحزب الحرّ الدّستوري ومناضليه ممثّلون عن الحزب القديم والاتّحاد العـــام التّونسيّ للشّغل ومشائخ من جـــامع الزّيتونة منهم الشّيخان الفاضل بن عاشور والشّاذلي بلقــاضي والموظّفون وأرباب الصّناعة والتّجارة والفلاحة والأطبّاء والصّيادلة والمحــامـــون والأساتـــذة والمعلّمون وبعــض وزراء المنصــف باي مثل محمّد شنيق. وشهد المؤتمر لأوّل مرّة تكوين جبهة وطنيّة موحّدة بعد التّقارب بين أعضاء الحزبين الدّستوريّين القديــم ممثَّلا في صـــالح فرحات والجديد ممثَّلا في صالح بن يوسف وسليمان بن سليمان ومحمود الماطري والهادي نويرة والباهي الأدغم واتّفاقهــم على اتّبـــاع سيـــاسة موّحدة في أعقاب التّوجّـــه العـــربيّ الجـــديد لبورقيبة الذّي كان موجودا آنذاك بالمشرق. كما شهد المؤتمر المطالبة لأوّل مرّة بالاستقلال التّامّ، وهو ما أكّده البيان الذّي بعثه ممثّل الحزب الدّستوريّ بمكتـــب المغـــرب العربي بالقاهرة إلى جريدة الأهرام حيث جاء في البيان عرض للأحداث التّي واكبت المؤتمر والتّي تلته، وقد حرّر المؤتمرون عريضة أعلنوا فيها وجوب إنهاء الحماية الفرنسيّة مدعّمين قرارهم هذا بحيثيّات قانونيّة ومطالبين بالاستقلال التّام والانضمام إلى الجامعة العربيّة والأمم المتّحدة والمشاركة في المؤتمر الدّولي للسّلام الذّي انعقد اثر الحرب العالميّة الثّانيّة.

ولكــنّ أشـــغـــال هـــذا المؤتمـر توقّفت بســبب مداهمــة رجال الأمن الفرنسيّين قاعة المؤتمر بعد تحطيم باب الدّخول عنوة وإجبار الحاضرين على مغادرة القاعة ونقل المشاركين في سيّارات الشّرطة إلى ثكنة القصبة. وأعلن الحزب إضرابا عامّا في تونس مدّة ثلاثة أيّام بداية من 27 أوت 1946 احتجاجا على اعتقال الزّعماء. وأمام هذا التيّار الوطني الجارف وقرارات المؤتمر الجريئة رأت فرنسا تقديم إصلاحات أعلنها المقيم العامّ الجنرال «شارل ماست» Charles Mast يوم 23 سبتمبر 1946 ولكنّ الحزب رفض هذه الإصلاحات وقرّر مواصلة المقاومة.

حرب أكتوبر 1973 (10 رمضان 1393 هـ – 6 أكتوبر 1973)

حرب أكتوبر التّي تُعرف بـ»حرب العاشر من رمضان» في مصر أو «حرب تشرين التّحريريّة» في سوريا هي حرب شنّتها كلّ من مصر وسوريا على اسرائيل بدعم عسكريّ واقتصاديّ من بعض الدّول العربيّة. وهي تُعتبر رابع الحروب العربيّة الإسرائيليّة بعد حروب 1948 و1956 ونكسة 1967 التّي احتلّت فيها اسرائيل شبه جزيرة سيناء في مصر وهضبة الجولان في سوريا والضفّة الغربيّة لنهر الأردن.اندلعت الحرب يوم السّبت 6 أكتوبـــر 1973 الموافق للعاشر مـــن رمضــان 1393 بتنسيق هجومين مباغتين ومتـــزامنيـــن على القوّات الإسرائيليّة أحدهما شنّه الجيــــش المصـــري على جبهة سيناء المحتلّة والثّاني شنّه الجيش السّوري على هضبة الجولان المحتلّة. وكانت مؤشّرات بـدايـــة المعركـــة مشجّعة فقد عبرت القوّات المصريّة قناة السّويس بنجاح وحطّمت حصون خطّ بارليف، ومن جهة أخرى تمكّنت القوّات السّوريّة من الدّخول إلى عمق هضبة الجولان وصولا إلى «سهـــل الحــولة» و«بحيرة طبريّة». غير أنّ نهاية الحرب عرفت انتعاشة الجيش الإسرائيلي الذّي تمكّن من عبور قناة السّويس ومحاصرة الجيش الثّالـث الميـــداني ومــدينة السّويس نفسهـا لكنـّه فشـــل في تحقيق مكاسب استراتيجيّة فلــم ينجــح في احتـــلال مدينتي الإسماعليّة والسّويس أو ردّ القوّات المصريّة إلى الضّفّة الغربيّة للقناة مرّة أخرى. أمّا على الجبهة السّوريّة فتمكّن من ردّ القوّات السّوريّة عن هضبة الجولان واحتلالها مرّة أخرى. ومــن ردود الفعـــل العربيّة على هذه الحرب اتّخاذ قرار بوقف تصدير النّفط إلى الولايات المتّحدة الأمريكيّة في 24 رمضان 1393 هـ (21 أكتوبر 1973)، إذ قامت كلّ من الكويت وقطر والبحرين والإمارات بإعلان وقف تصدير النّفط نهائيّا إلى الولايات المتّحدة الأمريكيّة وهولندا وذلك تضامنا مع مصر وسوريا في معركتهما ضدّ العدوّ الصّهيوني المحتلّ.

خــــالد الشّابي

هل أعجبك هذا المقال ؟ شارك مع أصدقائك ! شارك
أضف تعليق على هذا المقال
0 تعليق
X

Fly-out sidebar

This is an optional, fully widgetized sidebar. Show your latest posts, comments, etc. As is the rest of the menu, the sidebar too is fully color customizable.