أخبار - 2018.04.28

ألـــفـة يــوســف: مــســلــمة محــيّـرة

ألـــفـة يــوســف: مــســلــمة محــيّـرة
ألفة يوسف
• أستاذة تعليم عال بالجامعات التّونسيّة, ولدت بمدينة سوسة، وفيها زاولت دراستها الابتدائيّة والثّانويّة.
• تحصّلت على الأستاذيّة في اللّغة والأدب والحضارة العربيّة من دار المعلّمين العُليا بسوسة سنة 1987 (جائزة رئيس الجمهوريّة)
• ثمّ نالت شهادة الكفاءة في البحث من كليّة الآداب بمنّوبة سنة 1988
• نجحت في مناظرة التّبريز 1989
• عيّنت مساعدة بكليّة الآداب بمنّوبة 1989 ثمّ أستاذة مساعدة 1992
• ناقشت أطروحة دكتورا دولة ببحث عنوانه «تعدّد المعنى في القرآن» (جوان 2002) بما أهّلها لنيل رتبة أستاذة محاضرة
• أستاذة تعليم عال منذ 2007 بالمعهد العالي للّغات بتونس
• تولّت إدارة المعهد الأعلى لإطارات الطّفولة بقرطاج درمش بين 2003 و 2009 وإدارة المكتبة الوطنيّة التّونسيّة بين 2009 و2011
• قدّمت عددا من البرامج التلفزيونيّة منها:
- كتاب في دقائق 1994 – 2004
- مساجلات 2000 - 2001
- كتاب من التّراث 1994 – 1997
- كتاب اليوم 2000 - 2001
- ساعة حوار 1994 – 1997
- على هامش السّيرة 2007

قال أستاذنا الرّاحل توفيق بكّار في تقديمه لرائعة المسعدي «حدّث أبو هريرة قال...»: «أبو هريرة خطر على اطمئنانك»، ونكاد نقول نحن اليوم للقارئ: «ألفة يوسف خطر على اطمئنانك». فمنذ كتبها الأولى بدت ألفة يوسف مفكّرة محيِّرة ومُربِكة، مثيرة للجدل، منذورة للخروج والتّمرّد، مُعرضة عن السّائد والمألوف تقتحم، غير هائبة ولا متردّدة، مناطق كانت وما تزال مُعتِمة مخوفَة في ثقافتنا وفكرنا ومجتمعنا بما يجعلها كاتبة جريئة بل صادمة أحيانا.

لا غرابة في ذلك فكثير من المفكّرين والمبدعين الذّين طبعوا مجتمعاتهم كانوا من الصّادمين الخارجين عن المألوف، والأمثلة عليهم لا تحصى في الفلسفة والفكر وفي الشّعر والأدب وفي الفنّ والإبداع، ألم يكن طه حسين صادما؟ ألم يكن الطّاهر الحدّاد صادما؟ وفي ثقافتنا العربيّة القديمة ألم تكن آراء المتصوّفة والمعتزلة صادمة؟ بل إنّ أشعار أبي نوّاس وبشّار كانت صادمة.أمّا في الفكر الغربيّ فحدّث ولا حرج ويكفي أن نذكّر بما وجدته كتابات «نيتشه» وبعض روايات فلوبير مثل «التّربيّةالعاطفيّة» L’Éducation sentimentale و«ألبير كامو» و«كافكا» وغيرهم كثير من جدل واستنكار.

وقد يعود ذلك أساسا إلى أنّ الشّخصيّة الثّقافيّة العربيّة عموما نشأت في بيئة فكريّة تُخلد إلى السّائد المألوف وتطمئنّ للشّائع المعروف وتتوجّس من كلّ خروج وعدول وتخشى كلّ تجاوز للأعراف والتّقاليد وكلّ تنكّب عن المسالك الممهَّدة المطروقة. فإذا ما صادفتنا كاتبة تحرّك مياها راكدة وتخلخل بُنى متهالكة وتنبّه أفهاما خاملة كسلى وترتاد آفاقا كانت تعدّ ممنوعة مُحرّمة جابهتها بالصّدّ والإنكار وصنّفتها في عداد أصحاب «البِدَعِ» المخالفين لأدلّة الشّرع.

ولكنّ ألفة يوسف ليست ممّن يتقصّد مخالفة السّائد ويسعى إليها سعيا عملا بمقولة «خالف تُعرف»، وإنّما السّبب في اتّخاذها منحى غير معتاد في البحث والتّفكير هو أنّها باشرت المشكلات التّي اشتغلت بها بأدوات منهجيّة مستجدّة وأقبلت على قضاياها بعُدد وأجهزة نظريّة وإجرائيّة لم تجتمع لغيرها ممّن اهتمّ بالمسائل نفسها، فاختصاصها الأكاديميّ في اللّسانيّات وفروعــها المختلفــة ومعــــرفتُها بمباحث الهرمينوطيقا وتحليل الخطاب وتسلّحها بكثير من مقولات علم النّفس وعلم الاجتماع كلّها آليّات مكّنتها من أن تخوض غمار تلك القضايا متينة العدّة وافرة الزّاد.

وقد ضربت ألفة يوسف بسهم في أكثر من مجال، فقد تناولت «المسألة الجندريّة» على نحو مخصوص في عدد من كتاباتها، واهتمّت بالفكر الدّينيّ ولا سيّما بقراءة آي القرآن وكانت لها في هذا الباب مقاربات لافتة، كما اشتغلت على بعض الظّواهر الاجتماعيّة منها ماله علاقة بالجنسانيّة في أغوارها العميقة لا في أبعادها السّطحيّة ومنها ما له علاقة بالشّتيمة ودلالاتها ووظائفها، وهي في كلّ ذلك تجمع بين طرافة المبحث وعمق التّحليل وجرأة المقاربة.

الحبيب الدّريدي

 

هل أعجبك هذا المقال ؟ شارك مع أصدقائك ! شارك
أضف تعليق على هذا المقال
0 تعليق
X

Fly-out sidebar

This is an optional, fully widgetized sidebar. Show your latest posts, comments, etc. As is the rest of the menu, the sidebar too is fully color customizable.