أخبار - 2018.03.15

وفاة محمّد الصياح أحد أبرز وجوه البورقيبية (ألبوم صور)

وفاة محمّد الصياح أحد أبرز وجوه البورقيبية

غيّب الموت صباح الخميس 15 مارس 2018 الوزير الأسبق محمد الصياح  عن سن تناهز الـ 85 عاما وذلك إثر صراع مرير مع المرض. وبموته يرحل أحد أعضاد الزعيم الحبيب بورقيبة الأوفياء الذي دوّن تاريخ كفاحه ضدّ الاستعمار في عدد من الكتب وسعى إلى تنفيذ سياسته، مديرا للحزب الاشتراكي الدستوري.

التزام سياسي منذ الشباب

انخرط محمّد الصيّاح في العمل السياسي منذ شبابه الأول عندما كان تلميذا بالمعهد الثانوي بصفاقس، حيث انخرط في الشبيبة الدستورية ثمّ صلب الاتحاد العام لطلبة تونس الذي اضطلع بأمانته العامة من 1960 إلى 1962. وكانت المنظمة الطالبية تمثّل منبتا ثريّا للكفاءات  كان الرئيس الحبيب بورقيبة يصطفي من بينها إطارات المستقبل في الحزب الاشتراكي الدستوري والحكومة والإدارة. وكان محمّد الصياح من ضمنهم، فإثر مؤتمر الحزب المنعقد سنة 1964 ببنزرت (مؤتمر المصير) عيّن مديرا للحزب وذلك  من22 أكتوبر 1964  إلى 7 نوفمبر 1969.

مناصب عديدة

أسندت إلى محمّد الصيّاح العديد من المناصب الحكومية حيث تولّى منصب  كاتب دولة للأخبار (7 نوفمبر 1969 - 12 جوان 1970 ) ووزير للأشغال العامة (29 أكتوبر 1971 - 5 جوان 1973) ووزير الشباب والرياضة (5 جوان - 30 نوفمبر 1973) ووزير معتمد لدى الوزير الأول (30 نوفمبر 1973 - 25 أفريل 1980) باعتباره مدير الحزب ووزير الإسكان (25 أفريل 1980 - 25 نوفمبر 1983)  ووزير التجهيز (25 أفريل 1984 - 16 ماي 1987) ووزير دولة مكلف بالتربية (16 ماي 1987 - 7 نوفمبر 1987). وأبعد مرّتين عن الحكومة إذ عيّن سفيرا لدى مكتب الأمم المتحدة بجنيف (12 جوان 1970- 29أكتوبر 1971) بعد أزمة التعاضد وسفيرا بروما (25نوفمبر 1983-25 أفريل 1980) بعد أن نجح خصومه في تأليب المجاهد الأكبر عليه، لكنّه سرعان ما يعود إلى الساحة السياسية مستخدما براعة فائقة في إبهار بورقيبة واستدرار عطفه.

يعتبر محمّد الصياح من بين السياسيين الأكثر تشدّدا زمن حكم بورقيبة ومن أبرز المعارضين لتيار الانفتاح السياسي ، لا يعبأ البتّه بموجات الانتقاد التي تطوله، متسلّحا بما يعرف عنه من رباطة الجأش وقوّة الشكيمة . وقد اتهّم خاصة باستخدام مليشيات الحزب لقمع  معارضي النظام وكذلك بميله إلى الصدام والمواجهة، وقد تجلّى ذلك بالخصوص إبان أزمة 26 جانفي 1978 الناجمة عن الخلاف الحادّ بين الحكومة والاتحاد العام التونسي للشغل.

وفاء لبورقيبة

كان محمّد الصياح وزير دولة مكلّف بالتربية لما اعتقل فجر السابع من نوفمبر 1987 بثكنة العوينة مع جملة من أعضاد بورقيبة والمقربين عند استيلاء زين العابدين بن علي على السلطة  في ذلك اليوم. وضع محمّد الصيّاح لفترة تحت الإقامة الجبرية وعلى إثر ذلك امتنع  عن ممارسة أيّ نشاط سياسي، دون التعبير عن أي دعم لنظام بن علي.

استطاع بحنكته المعروفة أن يلفت النظر إلى الظروف القاسية التي كان يمرّ بها بورقيبة في إقامته القسرية بالمنستير، لا يفوّت فرصة للتعبير عن وفائه للمجاهد الأكبر إلى غاية وفاة الزعيم يوم 6 أفريل 2000.

هل أعجبك هذا المقال ؟ شارك مع أصدقائك ! شارك
أضف تعليق على هذا المقال
0 تعليق
X

Fly-out sidebar

This is an optional, fully widgetized sidebar. Show your latest posts, comments, etc. As is the rest of the menu, the sidebar too is fully color customizable.