الطيّب المهيري (1924 - 1965): كانت كلمته لا تردّ عند بورڤيبة

الطيّب المهيري (1924 - 1965): كانت كلمته لا تردّ عند بورڤيبة

منذ أوّل شبابه، كان الطيّب المهيري يحظى بالاحترام والودّ، من لدن رفاقه. وقد انخرط في الحزب الحرّ الدستوري الجديد، منذ كان تلميذا في الصادقيّة، رغم أنّ عائلته كانت تنتمي إلى اللجنة التنفيذيّة.

بفضل ما كان له من نشـــاط، وسليقة التعامل الإيجابي مع الغير، اكتسب، لدى المناضلين، نفوذا أدبيا ما فتىء يتعاظم، حتى جعله في عِداد الزعماء، وهو لا يزال في عُنفوان الشباب.

وأُسنِدت إليه وزارة الداخليّة، في ظرف صعب مع المقاومين، فاستطاع أن يفرض هيبة الدولة وكلمة الحزب.

وممّا اشتهر به، طيلة عمله في الحزب وفي الحكومة، متابعة أهمّ القضايا، في الداخل وفي العلاقات الخارجيّة؛ وكانت له، عند تدخّله في مناقشتها، كلمة لا تُردّ، عند المجاهد الأكبر. وعندي أنّه، لو كان حيّا، عند تأزّم الأجواء تجاه النظام التعاضدي، لاستطاع أن يفرض ما به تجاوُز الصعوبات الطارئة، فيَقي البلاد الوقوع في الزوبعة التي زعزعت أمورا كثيرة.

وفي ذاكرتي دَوما ما قاله لزوجته، على سبيل التفكّه، يوم تدشين قصر قرطاج – وما أحسبه إلاّ محدّثا به نفسه. فقد قال لها، وهي تعبّر عن إعجابها بفخامة القصر: «قد يكُون لك، يوما، فتكُوني أنتِ، صاحبة الأمر والنهْي فيه».

ولا شكّ أنّه كان جديرا بالخلافة. ولا غرو أن كان يحدّث نفسه بها، لكن دون ميل إلى الجهر بالأطماع  التي لا تليق بالمناضل المُلتزم.

كان الطيّب المهيري يجعل تونس فوق كلّ اعتبار، من أجل أمنها، وسيادة دولتها، وكرامة شعبها. وهذا الثالوث هو الذي ينبغي أن يتّخذه الشباب شعارهم، اليوم، ومنارةً لتبَيُّن سُبُل المستقبل.

الشاذلي القليبي

هل أعجبك هذا المقال ؟ شارك مع أصدقائك ! شارك
أضف تعليق على هذا المقال
0 تعليق
X

Fly-out sidebar

This is an optional, fully widgetized sidebar. Show your latest posts, comments, etc. As is the rest of the menu, the sidebar too is fully color customizable.