أخبار - 2017.11.29

هل يفيد الليبيون تونس اقتصاديّا

هل يفيد الليبيون تونس اقتصاديّا

رغم أنّ بعض التونسيين يعتبرون أنّ وجود الليبيين في تونس سبب من أسباب غلاء أسعار المواد الاستهلاكية وارتفاع أسعار العقارات، فإنّ البعض الآخر يعتبره قد ساهم مساهمة غير مباشرة وإن كانت بسيطة في الدورة الاقتصادية في الجانب السياحي والمطاعم والمصحّات الخاصّة والمدارس والشركات التجارية وشركات التوريد والتصدير. في حين يرى بعض المهتمين بالشأن الليبي في تونس أنّ وجودهم لم يفد الاقتصاد التونسي باعتبار أنّ الليبيين المقيمين في تونس لم ينجزوا استثمارات أو مشاريع كبرى تعود بفائدة هامّة على الاقتصاد التونسي بسبب صعوبة تطبيق قانون الاستثمار بالنسبة لليبيين ولأنّ المهجّرين الليبيين الأثرياء اختاروا الهجرة إلى دبي وتركيا وأوروبا إبّان الثورة. ومن جهة أخرى لا يمثل الليبيون المقيمون خطرا على الاقتصاد التونسي لأنّ الليبي المقيم لا يبحث عن شغل في السوق التونسية بحيث ينافس العاطل التونسي.

الشّعور بالغربة والأمل في العودة

وإذا كان هناك من نجح في التكيّف مع المجتمع التونسي واندمج فيه وأقام صداقات وعلاقات مع جيرانه أو معارفه التونسيين وبالنسبة إلى الطلبة مع الطلبة زملائهم ..فإنّ عددا هامّا منهم، حسب السيد س.ع، يشعرون بالغربة في تونس لذلك فإنّ الليبيين في تونس يختارون السكن في المناطق والأحياء التي يوجد فيها ليبيون آخرون من نفس العائلة أو القبيلة أو من نفس المنطقة في ليبيا. وفي هذا الإطار يعود عدم التأقلم، حسب د. رافع الطبيب، إلى أنّ الليبيين لم يفهموا المسالك الإدارية في تونس خاصّة وأنّه ليس من تقاليدهم التعامل مع الإدارة. وحول موضوع الاندماج يؤكّد أنّ المشكل يكمن في أنّ تونس لم تُعد لهم شيئا خاصّا بهم وفي أنّ الليبيين عجزوا عن التّنظم في تونس في جمعيات تضامنية مثلما هو الشّأن في مصر.

ويتطّلع الليبيون في تونس إلى ليبيا وكلّهم أمل في توصّل الفرقاء إلى حل سياسي ينهي الصراع الداخلي المتشعّب ليعود الاستقرار والأمن إلى ليبيا تدريجيا وعندها سيتمكّن آلاف الليبيين الذين اضطّروا إلى المغادرة نحو تونس والمغرب ومصر وتركيا ودبي من العودة إلى ديارهم والمساهمة في بناء ليبيا جديدة. وذكر المصدر المسؤول بالسفارة الليبية في تـونس أنّ السلطات الليبية في تونس تعمل على تشجيع المهجّرين على العودة إلى ليبيا نظرا لظروفهم الاقتصادية الصعبة. ومن بين من يختارون العودة إلى بلادهم من يفضّل المناطق التي ليس فيها توتّر مثل الجبل الغربي والجنوب الليبي والجبل الأخضر وهناك يتمّ تسجيلهم في الجمعيات الخيرية كنازحين وتوفّر لهم المساعدات المالية والسكن... ويبقى المستقبل غامضا بالنسبة إلى العديد من الليبيين المقيمين في تونس ما دام الهاجـس الأمني هـو الذي يمنع رجوعهم إلى ليبيا أضف علاوة على الوضع الاجتماعي الصعـب هناك بسبب الفقر وصعوبة الحياة.

وبالمقابل لعلّه بات من الضروري اليوم دراسة ملفّ المهجّرين الليبيين المقيمين في تونس ومعالجته بإرسـاء قـوانين جديدة واتّخاذ إجراءات تتماشى مع وضعيتهم الاجتماعية والإنسانية وتنظّم إقامتهم القانونيـة في تونس.

خالد الشّابي

قراءة المزيد:

اللّيبيّون بين الانفلات الأمني فـي بلدهم وشظف العيش في تونس

الصعــوبات التـي يـواجهها الليبيون في تونس

هل أعجبك هذا المقال ؟ شارك مع أصدقائك ! شارك
أضف تعليق على هذا المقال
0 تعليق
X

Fly-out sidebar

This is an optional, fully widgetized sidebar. Show your latest posts, comments, etc. As is the rest of the menu, the sidebar too is fully color customizable.