وفاة عبد الله شقرون الأمين العام الأسبق لاتحاد إذاعات الدول العربية

فقدت الساحتان الإعلامية والثقافية العربية واحدا من أعلامها البارزين، الأستاذ عبد الله شقرون الذي توفيّ يوم الخميس 16 نوفمبر بالرباط عن سنّ تناهز 91 عاما.

ولد الراحل، الذي يعتبر من رواد الإعلام والعمل المسرحي في المغرب، في 14 مارس 1926، بسلا. وزاول تعليمه العالي بمعهد الدراسات المغربية العليا ثمّ درس المسرح في باريس. عمل لسنوات طويلة في الإذاعة والتلفزة المغربية، حيث تميّز بالخصوص بكتابة العديد من المسرحيات الإذاعية والتلفزية، وكلمات لأغان أدّاها مطربون مغاربة كبار.

وعندما نُقل مقرّ اتحاد إذاعات الدول العربية من تونس إلى القاهرة في أواخر السبعينات بعد مقاطعة الدول العربية لمصر بسبب إبرامها لاتفاقيات كامب دافيد مع إسرائيل كان على عبد الله شقرون الذي انتخب مديرا عاما لهذه المنظمة العربية المتخصّصة أن يعيد بناءها من الأوّل، وذلك بانتداب الإطار البشري اللازم وتوفير وسائل العمل، فوجد كلّ الدعم والمساندة من الإدارة العامة للإذاعة والتلفزة التونسية ومن السلط في دولة المقرّ.

تولّى المنصب مدّة عشر سنوات إلى غاية سنة 1989 بكفاءة واقتدار فنجح  في تكريس الطابع المهني للاتحاد والنأي به عن التجاذابات السياسية في العالم العربي، فضلا عن تطوير نشاطه في مجالات التبادلات الإخبارية والبرامجية  والبحوث والدراسات والتدريب، ممّا أكسب الاتحاد إشعاعا على صعيد العمل العربي المشترك ومكانة ذات بال بين الاتحادات الإذاعية الشقيقة.

وكان له الفضل بالخصوص في إحداث مهرجان التمثيليات العربية الذي سيتحوّل في ما بعد إلى مهرجان عربي للإذاعة والتلفزيون. وقد لمس كلّ من تقلّد المنصب بعد الأستاذ عبدالله شقرون - ومنهم كاتب هذه السطور- ما طبع به عمل الاتحاد من بصمات لا تمحي في مرحلة إعادة التأسيس. كما استطاع  الراحل بما عُرف به من أريحية في التعامل مع الآخرين ومن قدرة على التواصل أن يجلب لنفسه محبّة وتقدير الإعلاميين والمهنيين في الحقلين الإذاعي والتلفزي في العالم العربي وخارجه..

خلّف الفقيد إنتاجا فكريّا غزيرا فكتب في المسرح والأدب والشعر الفصيح والشعر الملحون  وفنّ الإذاعة وحقوق المؤلّف في الإذاعة والتلفزيون ، وهو الخبير في حقوق التأليف. كما أصدر سيرة ذاتية بعنوان "طفولة وشباب على ضفتي أبي رقراق".

رحم الله الأستاذ عبد الله شقرون رحمة واسعة وأسكنه فراديس جنانه ورزق أهله وذويه جميل الصبر والسلوان.

عبد الحفيظ الهرقام