أخبار - 2017.10.29

حمّـــادي النيفـــر: الصفــوة البـاقية من آل النيفـــــر

حمّـــادي النيفـــر: الصفــوة البـاقية من آل النيفـــــر

عرفتُه بواسطة «الصباح»، إذ كان ممّن يتردّدون على الهادي العبيدي، الرجُل الثاني في الصحيفة، وبيده كلّ ما يتعلـّق بمُحتواها.وسي حمّادي له – مثل أغلب الزيتونيّين – باع في عِلم الأنساب؛ فكان يَعرف أنّ والدتي من آل البنّاني، وأنّ أباها، محمد البنّاني أمّه من آل النيفر. فكان ذلك أوّل أحاديثنا، لمّا تقابلنا، على موعد، في مقهى قريب من منزل «دار عزيزي» البنّاني، في حيّ باب المنارة.

ومنذئذ صارت مقابلاتنا شبه يوميّة، لأنّي وجدتُ لديه مَعينًا من المعلومات التي تهمّني، في الأدب التونسي، وفي فنون الغناء والرقص، مع ضبط للتواريخ، والتيّارات إلخ...

وكنتُ رجعتُ من فرنسا منذ أمد قريب؛ ولم تكن لي دِراية دقيقة بهذه المجالات، إذ قضيتُ بباريس خمس سنوات، هي التي تتكوّن أثناءها ثقافة الشباب الأولى. فكانت، بالنسبة إليّ، فترة ابتعدتُ فيها عن وطني؛ وكان المخزون الثقافي، عندي، أغلبه من مصادر أوروبية.

كُنّا نتحدّث عن المجلات التي صدرت في مختلف الفترات، والأخيرة منها «المباحث»، كان يُديرها محمود المسعدي؛ ثمّ اختفت لانشغاله بالتعليم العالي، ومقاومة سياسة التعليم التي كان ينتهجها المدير الفرنسي Paye.

ومن أحاديثنا، برزت فكرة إحداث مجلة جديدة. واتّفقنا على تسميتها «الندوة»؛ وتولـّى حمّادي إدارتها على أن أساعده في مجال التحرير. وكتبتُ فيهـا مقالات أدبيّـة، أولاها تناولت مــوضـوعا فلسفيّا : لماذا الأدب؟

ولأسباب مادّية، لم يكن في مقدوره أن يُواصل إصدار المجلة؛ وبقِينا على اتّصال، حتّى عُيّنتُ مديرا للإذاعة؛ فكان حمّادي يُساعدني في قضايا كثيرة، وأخصّ منها مراجعة لغة الأغاني، وإحياء التراث الفنّي. ولمّا انتقلتُ إلى وزارة الشؤون الثقافيّة، عيّنتُه عضوا في الديوان. وقُبيل انتهاء مهمّتي في الوزارة، جعلتُه على رأس دار النشر؛ وقد كانت له خبرة بالميدان، إذ كان ممثّلا للوزارة في المجلس الإداري، مدّة سنوات تُوفّي في سنّ تناهز الستّين. وترك لديّ فراغا – وفي مجالات، الخبراء فيها – الذين يجمعون بين الثقافة العامّة والثقافة الفنّية والانتماء الحضاري –قليلون.

محمّد بن أحمد النيفر 1926 –  1986

محمد (حمّادي) بن أحمد النيفر، ولد بتونس العاصمة  وتابع دراسته بالمدرسة الصادقية، ثمّ انتقل إلى الدراسة بجامع الزيتونة حيث حصل على شهادة العالميّة، ثمّ تولّى التّدريس به. ولمّا توحّد التّعليم بعد الاستقلال انتقل إلى التّدريس بمعهد خزندار، وعيّن بوزارة الشؤون الثقافية عند تكوينها سنة 1961 ملحقا بديوان الوزير، فمديرا للمكتبات العموميّة، فمستشارا بالديوان الرئاسي ثم ملحقا بديوان وزير الشؤون الثقافية ثانية، فمديرا للدّار العربيّة للكتاب (ليبيا-تونس). كان من أنشط الشخصيّات الأدبيّة والفنيّة بتونس.. وهو أحد مؤسّسي دار النّشر للشّمال الأفريقي ومؤسس مجلّة «النّدوة» الّتي دامت من 1953 إلى 1957, وأحد مؤسّسي الشركة التّونسية لفنون الرّسم. وكان عضوا بمجلس الدّار التّونسية للنّشر ومراقبا فنيّا لها.وتولّى رئاسة المعهد الرّشيدي، من جانفي 1973 إلى ديسمبر 1978. من آثاره: مجموعة من الأغاني الناجحة الملحّنة والمتداولة في الرشيدية وفي الإذاعة التّونسيّة. توفّي بباردو يوم 17 مارس 1986.( المصدر الموسوعة التونسية المفتوحة)

الشاذلي القليبي

هل أعجبك هذا المقال ؟ شارك مع أصدقائك ! شارك
أضف تعليق على هذا المقال
0 تعليق
X

Fly-out sidebar

This is an optional, fully widgetized sidebar. Show your latest posts, comments, etc. As is the rest of the menu, the sidebar too is fully color customizable.