أخبار - 2017.09.05

ولاية باجة: نقائص وتطلّعات

ولاية باجة: نقائص وتطلّعات

رغم الإمكانيات الضخمة التي تتوفّر في ولاية باجة ومساهمتها الهامّة في الإنتاج الوطني من المواد الغذائية، فإنها تحتل مرتبة متدنّية من حيث مؤشر التنمية، حيث احتلت المرتبة 18 سنة 2015. وهو ما لا يعكـس حقيقة المــوارد والطاقات التي تـزخر بها وكذلك تطلّعات أهلها إلى أن تصبح ولايتهم قطبا تنمويا مشعّا على المستويين الإقليمي والوطني.

فلا تزال نسبة البطالة مرتفعة إذ تصل إلى 18,5 % وذلك لا يعود إلى قلّة مواطن الشغل أو فرص الاستثمار وإنما مردّه بالأساس، حسبما توضّحه السلط الجهوية، غياب يد عاملة كفأة. فهناك عدم توافق بين عروض الشغل وبين الكفاءات الموجودة. لذلك يتعيّن تأهيل الموارد البشرية عبر إحداث شعب جديدة ومتنوعة الاختصاصات في مراكز التكوين المهنى تتماشى ومتطلبات سوق الشغل. كما يجب أن تنسجم البنية التحتية الجامعية الموجودة مع خصوصية الجهة واحتياجاتها من اليد العاملة. وتعاني جهة باجة كذلك من عدم تسوية الرصيد العقاري للمدن ممّا يؤثر في التّوسع العمراني وفي إحداث مناطق صناعية جديدة. فالحاجة ماسة إذن إلى تحيين الخارطة الفلاحية للولاية  وإلى التسريع أكثر في إجراءات تغيير صبغة بعض الأراضي الفلاحية ليتاح استغلالها لأغراض صناعية أو سكنية. ومن المهمّ أيضا بالنسبة إلى ولاية تطمح إلى أن تصبح قطبا تنمويا متكاملا تحسين مناخ الاستثمار فيها وذلك بإعادة هيكلة القطاع الفلاحي ومزيد تعصيره وتنمية الموارد الإنشائية وتنويع القاعدة الاقتصادية ومزيد الإحاطة بالمستثمرين وتسهيل استقرارهم في الجهة بتوفير الخدمات اللازمة لهم.

وفي إطار النهوض بالقطاع الصناعي، يجدر العمل على توسيع رقعة المناطق الصناعية الموجودة حاليا وتعزيز بنيتها التحتية وخلق مقاسم صناعية جديدة، بالإضافة إلى إحداث مؤسسـات صنـاعيــة لتحـويل المنتوجات الفلاحية التي تتميّز بها الجهة. وفي المجال السياحي، من الضروري استغلال المناطق الطبيعة والتراثية التي تزخر بها الجهة. ففي شاطئ الزوارع على سبيل المثال، الذي يعتبر من أجمل الشواطئ في تونس وأنظفها، يتعيّن تشجيع الخواص على تهيئته وبعث مركب سياحي وبيئي فيه. كما يجدر تشجيع المستثمرين على إحداث فنادق تستغلّ الغابات الشاسعة والتضاريس المتنوّعة التي تحفل بها الولاية، إلى جانب منابع المياه المعدنية الساخنة من أجل إرساء سياحة استشفائية.ولمّا كانت ولاية باجة تعاني من قلّة التواصل مع الولايات المجاورة مثل بنزرت، فإنّه من الضروري تحسين ربط الولاية بمحيطها المباشر ومزيد تطوير منظومة الطرقات في إقليم الشمال الغربي. ومن جانب آخر، هناك حاجة إلى مزيد تحسين شبكة السكك الحديدية التي تربط الولاية ببقية المدن التونسية وكذلك بالجزائر فوجودها على الطريق بين العاصمة والحدود الجزائرية يمنحها امتيازا كبيرا للاستثمار بأن تكون منطقة لخزن السلع وإعادة توزيعها. لذلك ينبغي إحداث خطوط حديدية جديدة وتهيئة المحطات الحالية، بالإضافة إلى بعث قواعد للنقل متعدّد الوسائط تجمع بين النقل الحديدي والنقل الطرقي. ومن تطلّعات الأهالي تطوير قطاع الخدمات بشكل عام في جهتهم، من اتصالات وتجهيز وخدمات فندقية ومركّبات سياحية إلى جانب توفير وسائل ترفيه.

وعلى صعيد آخر تشكو الولاية من عدم التوازن التنموي بين المعتمديات ومن غياب الدراسات والبرامج المنهجية التي بإمكانها إبراز الميزات التفاضلية بالجهة لخلق فرص استثمار جديدة تؤهل باجة للتموقع في السوق الوطنية والعالمية. كما تشكو الجهة من غياب رؤية استراتيجية فلاحية، إذ توجــد حــاليّا أراض فلاحية شاسعة مهدّدة بالانجراف والتصحّر وزحف الرمال، بالإضافة إلى ضعف إمكانيات صغار الفلاحين ومديونيتهم، علاوة على انعدام منظومة تساعد على الاستثمار. وبشكل عام يمكن القول إنّ منوال التنمية الحالي في ولاية باجة منوال غير مستدام ويتبيّن ذلك من خلال تفاقم المشاكل البيئية واستنزاف الثروات الغابية والتربة وعدم التحكم في منظومات الريّ وبالتالي في الموارد المائية، إلى جانب غياب خطّة واضحة لتحقيق الأمن الغذائي وتأمين الأحزمة الخضرية والألبان وتوفير إنتاجها. فهل من عمل على تغيير هذا المنوال؟

حــنـان زبــيــس

اقرأ المزيد

ولاية باجة: قطاع سياحي في حاجة إلى التطوير

ولاية باجة: موارد هامة ومتنوعة

ولايــــة بـــاجـــــة: كنز تونس المغمور

ولايـة باجــة: ولاية فلاحية بالأساس

ولاية باجة: بنية أساسية جيّدة

هل أعجبك هذا المقال ؟ شارك مع أصدقائك ! شارك
أضف تعليق على هذا المقال
0 تعليق
X

Fly-out sidebar

This is an optional, fully widgetized sidebar. Show your latest posts, comments, etc. As is the rest of the menu, the sidebar too is fully color customizable.