سعيد العايدي : كلّ تقاعس عن مراجعة الدستور قد تكون عواقبه وخيمة إلى أبعد الحدود
قال سعيد العايدي، رئيس حركة بني وطني، في حديث لمجلة ليدرز، إنّ هناك عديد الإنجازات التي على رئيس الجمهورية تحقيقها خلال المدّة الرئاسية المتبقية. ٲولها يتعلق بالتماسك الوطني، فالثقة ليست لعنة على ظالم وسخطا عليه، ولا بغية تُرْتجى، إنما هي قوة دافعة في مجتمع حرّ. وأضاف ٲنّ "قانون المصالحة الذي يراد به تكريس الثقة هو قانون يستعصي على الفهم ولا يلْقَى قبولا من عموم الناس ومن الشباب على وجه الخصوص. أمّا "الحملة" ضدّ الفساد التي أصبحت حديث الخاص والعام، فهي تثير كثيرا من الوهم. هنالك شكوك كثيرة تساور التونسيين والشباب بالخصوص حيال الطبقة السياسية وأولي الأمر بشكل خاص. يقال عنهم إنّهم عاجزون وإنّهم يحكمون بلا جدارة وبلا أهليّة. أسباب ذلك عديدة، بعضها موضوعي، وبعضها الآخر ذاتي".
وبيّن سعيد العايدي ٲنّ "وضع الاقتصاد الكلي ينبئ بسنوات قادمة صعبة من حيث التشغيل ومن حيث القدرة الشرائية، ويُخشى أن يتعاظم هذا الشعور بالريبة وعدم الثقة وأن يستشري. ولا ينبغي أن يدفع هذا الوضع إلى العودة إلى منوال تنمية شبيه بذلك الذي أوصلنا إلى جانفي 2011، أو أن يفضي إلى حال من الاستبداد والتسلّط، وهو أمر غير مستبعد. لقد زادت أوضاعنا سوءا واحتدّت صعوباتنا منذ سنة 2011 بسبب تراكمات السنوات التي سبقتها. فما هو أصل الداء؟ سؤال يُطرح".
وأكّد سعيد العايدي ٲنّ "دستور 2014 وضع بلادنا في نظام لا هو بالرئاسي ولا هو بالبرلماني، بل هو نظام أحزاب تطغى فيه المصالح الخاصة؛ وعلى رئيس الجمهوريّة، وهو الضامن للتماسك القومي واستمرار الانتقال الديمقراطي، أن يأخذ ذلك في الاعتبار". وأضاف: "هنالك اليوم حاجة ملحة إلى إطلاق مبادرة من أجل تطهير الحياة العامّة (الأحزاب والمؤسّسات العموميّة المختلفة) وتخليصها من بعض الشوائب التي علقت بها وتكريس الأخلاق العامّة، ومن أجل تعديل السلطات، وهو ما يعني مراجعة الدستور. وكل تقاعس على هذا المستوى قد تكون عواقبه وخيمة إلى أبعد الحدود".
وأشار سعيد العايدي ٲنّ: "رئيس الجمهورية ما فتئ يُؤكد أنّ الشؤون الليبية مرتبطة بشكل وثيق بشؤوننا التونسية الداخلية والعكس بالعكس. وهو محقّ تماما في ذلك. لذلك "عليه أن يستعمل كلّ تجربته ونفوذه على المستوى الإقليمي والدولي للقيام بمبادرة تصالح وسلام في المنطقة. ذاك هو الإنجاز الكبير الثاني الذي يمكن أن يحققه، وهو أمر ليس بالهيّن ولا باليسير، لكن سيسجّله له التاريخ. من شأن هذه المبادرة أن تفتح الطريق أمام الجيل القادم لاندماج إقليمي حقيقي يكون سبيلا إلى الاستقرار والتنمية والنمو".
- اكتب تعليق
- تعليق