الدورة 35 للندوة السنوية لرؤساء البعثات الدبلوماسية والدائمة والقنصلية: أفريقيا، خيار استراتيجي

تنعقد من 24 إلى 28 جويلية 2017 الدورة 35 للندوة السنوية لرؤساء البعثات الدبلوماسية والدائمة والقنصلية  تحت شعار "الديبلوماسية الاقتصادية : التعاون التونسي الإفريقي نموذجا".
ويتضمّن برنامج هذه الدورة ، بالإضافة إلى الندوة العامة، تنظيم ندوات إقليمية وجهوية تمتدّ على مدى يومين بمشاركة عدد من أعضاء الحكومة وممثلي الهياكل الوطنية.

ويأتي التركيز على محور الدبلوماسية الاقتصادية استجابة لواقع التحديات التنموية والاقتصادية التي تواجهها تونس، وفي هذا الإطار يندرج الاهتمام الخاصّ بأفريقيا، لا فقط باعتبار الانتماء الجغرافي  لتونس لهذه القارّة ولرصيدها الهامّ من علاقات التعاون مع الدول الأفريقيّة يل وأيضا من أجل إضفاء مزيد من التنوّع والتوازن على علاقاتها الاقتصادية وفتح آفاق لمزيد دعم حضورها داخل العمق الأفريقي الذي يمثّل أحد أهمّ الفضاءات الاقتصادية في العالم.

الشاهد: الفضاء الأفريقي يتطلّب عناية خاصّة

وفي افتتاح أشغال الدورة صباح الأربعاء بدار الضيافة بقرطاج أكّد رئيس الحكومة، يوسف الشاهد أنّ الدبلوماسية الاقتصادية تبقى وسيلة لا غنى عنها لتحقّق تونس أهدافها كدولة ذات اقتصاد صاعد وقطب اقتصادي واعد في محيطها الإقليمي، ملاحظا أنّ  سقف الانتظارات من مساهمات الدبلوماسية التونسية "مرتفع بقدر ارتفاع التحديات التي تواجهها تونس" والتي تحتاج إلى "تطوير شراكاتها الاقتصادية وتنويعها بما يتناسب ووضعها الجديد في مختلف الفضاءات ".
واعتبر يوسف الشاهد أنّ الفضاء الأفريقي يتطلّب من تونس "عناية خاصة " لا فقط من منطلق الانتماء الجغرافي إلى هذه القارة بل لأنّ افريقيا أضحت "مجالا للتنافس الشديد ما يجعل الحضور التونسي فيها حضورا مطلوبا".
وشدّد على أنّ تونس تريد "التأسيس لمرحلة جديدة من العلاقات مع دول القارة الافريقية "، مبينا أنّ ذلك التأسيس يعدّ "مهمة استراتيجية طموحة وطويلة الأمد".

وبخصوص الخطوات التي قطعتها تونس لتعزيز علاقاتها مع التكتلات الاقتصادية في أفريقيا قال يوسف الشاهد إنّ الحكومة " لن تدّخر أي جهد للتوصل الى إرساء الآليات الكفيلة بتيسير نفاذ الخيرات والخبرات التونسية إلى الأسواق الأفريقية ".

الجهيناوي : اهتمام استراتيجي بأفريقيا

ومن جهته، أكّد وزير الشؤون الخارجية خميس الجهيناوي أنّ الهدف الطموح لتونس هو تهيئة الظروف الملائمة من أجل أن تكون لها فعليا مكانتها الطبيعية كاقتصاد صاعد وواعد بالاعتماد على ما تتمتّع به من موقع جغرافي متميّز ورأس مال بشري، ما يؤهلها لتبرز كقطب اقتصادي جنوبي المتوسط.
وأضاف أنّ  أفريقيا "تستحق أن تاخذ حظّها كاملا من الاهتمام الاستراتيجي لتونس بعد سنوات طويلة من الحضور المتدنّي" في القارة، مستعرضا جملة الخطوات التي اتخذتها الحكومة والوزارة لتعزيز الحضور الدبلوماسي التونسي في أفريقيا وتعزيز العلاقات التجارية مع دولها.

وسيلتئم يوم 28 جويلية بدار المُصدّر اليوم الاقتصادي الذي سينعقد للمرة الثانية على التوالي بمشاركة ممثّلي الهياكل الوطنيّة الاقتصاديّة والقطاع الخاص ورؤساء البعثات الدبلوماسية والقنصلية. ويشرف على اختتام الندوة في اليوم نفسه رئيس الجمهورية بقصر قرطاج.