ولاية بنزرت: الواقع التنموي والطموحات
رغم المكانة التي تحظى بها بنزرت في قلوب التونسيين بعد الاستقلال فإنّ الولاية لم تعش تنمية حقيقية مثلما حظيت بها الولايات الساحلية الشرقية قبل 14 جانفي. ويؤكد أحد المهتمّين بشؤون الجهة أنّ ذلك يعود على الأغلب إلى تصنيفها ضمن المناطق المعارضة لبن علي ولبورقيبة فمنها ظهر عديد المعارضين مثل علي بن سالم ومحمد الصالح فليس وطارق السوسي وأنور الكوكي... ومنها رشّح محمد البجاوي أصيل ماطر نفسه للرئاسة منافسا للحبيب بورقيبة. لذلك فالاعتقاد السائد عند محدّثنا أنّ تهميش الولاية أصله سياسي وتاريخي لذلك لم تنل حظّها من التنمية رغم أنّها عرفت تطورات متعاقبة وأنجزت فيه عدّة مشاريع لكن لم ترتق بعد إلى مصاف قطب من أقطاب الاقتصاد الوطني بما يتوفّر فيها من موارد طبيعية وبشرية وذلك بسبب عديد المعوّقات التي استقيناها من بعض المواطنين:
- هي منطقة استقبال الهجرة الداخلية القادمة من الشمال الغربي ومن الجنوب الغربي خاصة. وبالتالي هناك ضغط على فرص العمل في الجهة وتوافد متواصل على سوق الشغل من أصحاب الشهادات العليا أو غيرهم.
- بطء الحركة بين ضفتي القنال إذ لم يعد الجسر المتحرّك قادرا على توفير الحلول للأهالي وتجنيبهم الاكتظاظ المروري، نظرا إلى أنّ تطور الحياة في المدينة يفترض إنشاء جسر ثابت. كما يعطّل الجسر المتحرك مصالح المؤسسات الاقتصادية المنتصبة في الجهة أيضا.
- التفاوت الاقتصادي والاجتماعي بين مختلف مناطق الجهة، وانعدام المشاريع الاستثمارية في كامل الجهات الداخلية للولاية.
- تدهور حالة أسطول النقل العامل بين المناطق المحلية والمنطلق من بنزرت نحو العاصمة خاصّة أنّ آلاف العاملين في العاصمة يفضّلون الإقامة في الولاية والتنقّل يوميا نحو مقرات أعمالهم بالعاصمة.
- صعوبة التمدّد العمراني للمدن الساحلية ومن بينها بنزرت من كلّ الجهات وهو عائق يتطلّب مخططا عمرانيا يراعيه.
- التلوث الناتج عن الغازات المنبعثة من بعض المصانع وخاصة تلك القريبة من مواطن السكن.
- انحسار النشاط الثقافي بالجهة الذي لا يلبي الطلبات ويستجيب لجميع الطموحات.
ما ينشده الأهالي
ولمعالجة تلك المعوقات وبهدف الارتقاء بالولاية لتصبح فضاء تنمويا ذا قدرة إنتاجية وتشغيلية وتنافسية عالية قائما على اقتصاد ذي محتوى تكنولوجي مجدّد يقترح من تحدثنا إليهم هذه الحلول:
- وضع تصوّر متكامل لتنمية كل مناطق الولاية باعتماد خطة تراعي خصوصيات كل منطقة وقدراتها بمفردها أو في علاقتها بالجهات المجاورة وإشراك المجتمع المدني في اتخاذ القرارات التي تهمّ الجهة.
- التخفيض في نسبة البطالة بدعم المبادرات الفردية وبتمكين العاطلين عن العمل من مقاسم في أراض دولية لإنجاز مشاريعهم في مجالات نجحت في المنطقة مثل المنتوجات الفلاحية وتربية الأبقار لإنتاج الحليب ومشتقاته، فضلا عن تشجيع المبادرات الخاصة في قطاع الصيد البحري.
- التصدّي لتصرفات بعض مؤسسات المناولة التي تشغّل الشباب دون ترسيم ولا تثمّن الأقدمية في العمل.
- بعث مزيد الفضاءات الترفيهية الخاصة بالشباب في المناطـــق المختلفـــة لتأطير وإبعاد عن كـــل مــا قد يـــؤثّر سلبا في سلوكاتهم.
- الإسراع بإنجاز الجسر الثابت الذي يربط بين ضفتي قنال بنزرت.
- تعصير وسائل النقل العمومي.
- استئناف أشغال إنجاز مشروع مارينا بنزرت والذي توقّف بعد 14 جانفي 2001.
- التسريع في إنجاز المناطق الصناعية وتأهيلها والتشجيع على إنشاء مصانع في كلّ مناطق الولاية لمزيد التشغيلية.
- إقامة المشاريع الرامية إلى حماية بعض مدن الولاية من الفيضانات مثل سجنان وماطر.
- ضرورة تطوير السياحة في الولاية وفتح الفنادق المغلقة والاعتناء بالسياحة في المناطق الساحلية مثل غار الملح ورفراف ورأس الجبل ورأس إنجلة وكاب سيرات وفي المناطق الداخلية مثل سجنان ومحمية إشكل وتشجيع الاستثمار في هذا المجال والتحفيز على إحداث دور الضيافة.
- الاعتناء بالسياحة الثقافية وتثمين ما تزخر به الولاية من آثار عالمية مثل أوتيك وأبراج غار الملح ومقام سيدي علي المكي والقصبة والقصيبة والمدينة العتيقة والسور في مدينة بنزرت والجسر الأثري بزهانة..
- العناية بالجزر العشر الموجودة بالولاية وتثمين موقعها سياحيّا وثقافيّا.
- التصدّي لما تتعرّض له الغابات وخاصة غابة الناظور وغابة سجنان من اعتداءات.
- بعث مركز بحوث لدراسة النباتات في محمية إشكل ومتابعة الطيور المهاجرة وإنشاء حديقة حيوانات كبرى مثل البلفيدير في المحمية.
- إعادة إحياء البحيرات التي انغلقت على نفسها ولم تعد مصدرا للإنتاج.
- معالجة كلّ أسباب التلوث لتصبح بنزرت مدينة إيكولوجية.
- مزيد النهوض بالفلاحة في ماطر والاعتناء بالأراضي الدولية في هذه المنطقة وفي سجنان وتحفيز الشباب على الانخراط في النشاط الفلاحي.
- تعزيز مكانة ولاية بنزرت كمنتج هامّ للأسماك وتشجيع الصيّادين على تطوير المهنة وإنشاء غرف تبريد لحفظ الإنتاج.
- بعث مصانع تعليب للمنتوجات الفلاحية وتشجيع العاملين في المجال على التوجّه نحو التصدير.
- تحسين الخدمات الصحيّة والعناية بالمستشفيات التي تدهورت تجهيزاتها في بنزرت ومنزل بورقيبة.
- بعث كلية طب في الولاية ودعمها بكليات أو معاهد عليا أخرى مختصة.
- تشجيع الأنشطة ذات البعد التكنولوجي الحديث وتطوير الاستثمار في المجال الرقمي.
- بعث قاعات مغطاة لممارسة النشاط الرياضي والاعتناء بالملاعب الرياضية.
خالد الشابي
- اكتب تعليق
- تعليق