أخبار - 2017.05.23

وزراء »السينات« ! ! !

وزراء "السينات"  ! ! !

منذ أيام قرأت حديثا أدلت به وزيرة الشباب والرياضة إلى إحدى الصحف اليومية (الصريح في 06 ماي 2017)، فهالني كَمُّ "السينات" التي استعملتها في حديثها، حتى إنني قررت أن أحصيها فانظروا ما وجدت،  مرتَّبًا حسب ما جاء في الحديث:

  • سَـتتم قضائيا ملاحقة كل من قام بأعمال تخريب وعنف،
  • سَـنحاول تطوير برامج المراقبة،
  • سَـنركز أوّلا على المنظومة التشريعية،
  • لا كما حاول البعض الإيهام بأن الوزيرة سَـنفرض "الويكلو" كحل للتعامل مع ظاهرة العنف،
  • سَـنتحول للجهات من أجل الاستماع للشباب وتأطيره،
  • سَـيتم تنقيح القانون عدد 104 حول أحداث الشغب،
  • سَـنتابع بشكل مفصل أين يذهب المال العام،
  • سَـنحاول أن نطبق التمييز الإيجابي بين الجهات،
  • التكنولوجيا سَـتأخذ جانبا هاما في رؤيتنا للمستقبل،
  • المديرون التابعون للوزارة سَـيبدؤون في التنقل إلى الجهات للمتابعة عن قرب،
  • رابع سبب وفاة سَـيكون الضغط النفسي وعدم ممارسة الرياضة،
  • اخترنا بعض أساتذة التعليم العالي وتكفلت بهم جامعتا القوى بتونس وفرنسا حيث سافروا وتلقوا تكوينا بثلاثة أسابيع وسَـيسافرون مرة أخرى من أجل تكوين بأسبوعين،
  • هذا المشروع نعتبره مهما وسَـننشره في كافة الولايات،
  • لدينا مشروع جاهز بنسبة 90 بالمائة سَـيتم عرضه لآخر مرة على جميع الفاعلين،
  • سَـنأخذ بعين الاعتبار النقد البناء،
  • ثم سَـنعرضه على مجلس الوزراء وعلى مجلس الشعب،
  • القانون سَـيعدل حتى يحاسب المسؤولون على تصريحاتهم خاصة إذا مسّت من أمن البلاد،
  • هناك مشروع متكامل سَـتظهر أثاره على المدى القرب والمتوسط،
  • عندما نريد أن نحارب الفساد سَـنجد ضدنا أطرافا ناشطة،
  • أي انسان يحب تونس سَـيبقى شوكة في حلق من لا يريدون الخير للبلد،

والمفارقة في حديث الوزيرة صاحبة كل هذه "السينات" أنها تذكّر في آخر حديثها بأنها "أخت شهيد، ولأنّها أخت شهيد فهي تدرك أنّ لكل دقيقة ثمنها في خدمة هذا الوطن والبذل من أجله ومحاولة الإصلاح"، غير أنها، مع ذلك، تشير إلى أنها لم تتسلم مهمتها إلا منذ ثمانية أشهر فقط، أي منذ 345600 دقيقة، فماذا فعلت يا ترى بهذا المقدار الهائل من الدقائق التي مرّت على وجودها على رأس الوزارة؟...
وإذا لاحظنا أن العرب تسميّ السّين المفتوحة "سين التنفيس" لأنها تدخل على المضارع فتُخْلِصُهُ للاستقبال، وتقرّب وقوعه، فإننا إذا تأملنا في مصير الرقم الفلكي من "السينات" التي أغدقها علينا جميع الوزراء في جميع الحكومات التي تعاقبت على البلاد منذ ما سمّي بـ"الثورة" إلى اليوم دون استثناء، لا نملك إلا أن نستخلص أنّ "سينات" وزرائنا تحوّلت من "سينات تنفيس" إلى "سينات تيئيس"...
وتلك هي، في رأيي، مشكلة تونس الحقيقية والكبرى

محمد ابراهيم الحصايري

هل أعجبك هذا المقال ؟ شارك مع أصدقائك ! شارك
أضف تعليق على هذا المقال
0 تعليق
X

Fly-out sidebar

This is an optional, fully widgetized sidebar. Show your latest posts, comments, etc. As is the rest of the menu, the sidebar too is fully color customizable.