أخبار - 2017.04.22

وجــــوه‭ ‬مـــن‭ ‬ســـلـــيـــانــــة

وجــــوه‭ ‬مـــن‭ ‬ســـلـــيـــانــــة

عبد الستّار بن موسى

نشأ وتعلّم بمدينة العروسة الواقعة شمال الولاية، ثمّ درس الحقوق واشتغل عند تخرّجه بالمحاماة فاختار أن يفتح مكتبه بمدينة سليانة حيث التحم بالحراك المدني والاجتماعي فرافع في قضايا حقوقيّة وسياسيّة وترأّس لسنوات عديدة الفرع الجهويّ للرّابطة التّونسيّة للدّفاع عن حقوق الانسان. وأهّله إشعاعه داخل أوساط المحاماة ونشاطه في المجتمع المدنيّ لأن يُنتَخَب عميدا للمحامين في جوان 2005، فتمكّن من تحقيق مكاسب هامّة للمهنة. كما انتُخِب في سبتمبر 2011 رئيسا للرّابطة التّونسيّة للدّفاع عن حقوق الإنسان.

لكنّه ظلّ رغم المسؤوليّات العديدة التّي اضطلع بها على المستوى الوطنيّ وطيد الصّلة بالجهة يُمارس بها مهنة المحاماة ويتابع عن كثب الشّأن الحقوقيّ والاجتماعي والتّنمويّ في ربوعها.

ولئن كان حصول الرّباعي الرّاعي للحوار على جائزة نوبل للسّلام 2015 تتويجا للمنظّمات والهيئات التّي قادت هذا الحوار، وقد كان ممثّلا لأحد أطراف هذا الرّباعي، فإنّ الشّعور الذّي ساد لدى نخب الجهة ومثقّفيها آنذاك هو أنّ هذا التّتويج التّاريخيّ يمسّ ولاية سليانة لأنّه شمل شخصيّة بارزة من أبنائها.

شكري التّارزي

عرفته مدرسة الجمهوريّة بمدينة سليانة ثمّ المعهد الثّانوي المختلط بها تلميذا متفوّقا في سبعينات وثمانينات القرن الماضي، كما عرفته المنتديات الشّبابيّة والثّقافيّة شابّا غزير النّشاط وافر الحماسة يرتاد جلّ النّوادي ويشارك في أبرز الأنشطة ويضرب في كلّ ميدان بسهم من نادي السّينما إلى الشّطرنج ومن المسرح إلى النّقاش الفكري والسّياسي.

توّج تعليمه الجامعيّ بالحصول على الإجازة في العلوم والإلكترونيّات ثمّ على الماجستير في التّسويق الإلكترونيّ فعمل مهندسا مختصّا في قواعد المعلومات والأنظمة المعلوماتيّة واضطلع بمهمّة مدير عامّ مساعد لإحدى الشّركات الخاصّة ثمّ مدير عامّ لشركة خاصّة في مجال الإعلاميّة أحدثها سنة 2004.

ولم تنقطع علاقته بالجهة إذ ظلّ على صلة دائمة بها وبقواها الحيّة وطلائعها ونخبها، واستأنف نشاطه الجمعيّاتي بها حين ترأس جمعيّة «كلّنا سليانة»، وكان تعيينه في جانفي 2015 كاتب دولة مكلّفا بشؤون الشّباب في حكومة الحبيب الصّيد الأولى تتويجا طبيعيّا لاهتمامه منذ سنوات بعيدة بالشّباب وقضاياه وسبــل النّهوض به وتفعيل دوره في الحياة العامّة.

توفيق قريرة

هو أحد الوجوه الثّقافيّة والعلميّة المميّزة بالجهة. زاول تعليمه الابتدائيّ بمدرسة 2 مارس 1934 ببرقو والثّانوي بمعهد سليانة، انتسب إلى دار المعلّمين العُليا بسوسة وتخرّج منها سنة 1989 بدرجة الأستاذيّة في الللّغة العربيّة وآدابها، تحصّل على الدّكتورا في اختصاص اللّسانيّات العربيّة من جامعة منّوبة سنة 1999، وعلى شهادة التّأهيل الجـــامعي سنة 2006، وهو يدرّس بالجامعات التّونسيّة اختصاص اللّغة واللّسانيّات منذ 1994.

ولم تمنعه كُلف البحث والتّأطير والتّدريس عن المشاركة في تنشيط الحياة الثّقافيّة بالجهة ودفعها فترأس اللّجنة الثّقافيّة الجهويّة وأشرف لعدّة دورات على اللّجنة العلميّة لملتقى أحمد بن أبي الضّياف للفكر الحديث وألقى محاضرات كثيرة في قضايا مختلفة وأطّر عديد التّظاهرات الثّقافيّة والفكريّة الهامّة التّي شهدتها الجهة.

صدرت له كتب عديدة أهمّها: المصطلح النّحوي وتفكير النّحاة العرب 2003 -العرفانيّ في الإصطلاح النّحويّ العربيّ 2007- الشّعريّة العرفانيّة: مفاهيم وتطبيقات على نصوص شعريّة قديمة وحديثة 2015- اللّسانيّات في دوحة العربيّة 2016.

آمنة الرّميلي الوسلاتي

من ألمع خـرّيجي المعهـد الثّانـوي بسليانة تدلّ على ذلك مسيرتها العلميّة ومسيرتها الإبداعيّة، فقد تحصّلت على التّبريز في اللّغة العربيّة وآدابها ثمّ على شهادة الدّكتوراه. أستاذة جامعيّة بكليّة الآداب والعلوم الإنسانيّة بسوسة، لها إصدارات عديدة في الإبداع القصصي والرّوائيّ: «يوميّــات تلميــذ حــزين»، مجموعة قصصيّة 1998 «صخــر المـــرايا»، مجموعة قصصيّة 1999 «جمــر وماء»، رواية 2003 «سيّدة العلب»، مجموعة قصصيّة 2007 «الباقي»، رواية 2013 «توجان»، رواية 2016

تحصّلت على جوائز كثيرة وطنيّا وعربيّا آخرها جائزة الكومار الذّهبيّ في الرّواية العربيّة عن عملها «توجان» 2016، وتحصّلت على الجائزة العربيّة لأدب الطّفل 2016، وقبل ذلك فازت بالكومار للرّواية البكر عن رواية «جمر وماء»، وبجائزة نادي القصّة لمجموعة «سيّدة العلب»، والكومار للجنة القراءة وجائزة الكريديف عن رواية «الباقي» 2014.

الهادي عبد الملك

يعتبر أبرز شعراء الجهة الذّين تجاوز إشعاعهم حدود ولاية سليانة ليتّخذ بعدا وطنيّا. بل إنّه شاعر راسخ القدم في السّاحة الشّعريّة الوطنيّة منذ بداية السّبعينات، فأولى مجموعاته «العطر والرّصاص» صدرت سنة 1972، ثمّ صدرت له مجموعة ثانية بعنوان «النّاي والنّار» سنة 1973.

ولئن تناول في قصائده جملة من القضايا الذّاتيّة والإنسانيّة فإنّ ولاية سليانة احتلّت هي الأخرى حيّزا هامّا في أشعاره فاحتفى بأماكنها ومعالمها وأعلامها في كثير من قصائده.

وإلى جانب نشاط الإبداع والكتابة فقد ساهم في الحياة الثّقافيّة الجهويّة من خلال إدارته المهرجان الصّيفي بسليانة لسنوات متتالية حيث حرص على تطوير برمجته ودعم إشعاعه، ومن خلال ترؤّسه تحرير مجلّة الإتحاف التّي تصدر بالجهة. وهو يواصل نشر إنتاجه الأدبيّ فقد صدرت له سنة 2016 مجموعة جديدة «مروحيّات» بعد أن أصدر سنة 2004 «قطرات» وسنة 1998 «أوّل الكلام».

نعيم السّليطي

هذا الشّاب الذّي تألّق في كأس الأمم الإفريقيّة لكرة القدم التّي دارت مؤخّرا بالغابون ولفت إليـه الأنظار هــو ابـن لمهـاجر أصيل منطقة أولاد سليط من معتمديّة الكريب، فقد وُلد بمرسيليا في 27 جويلية 1992، وقد كان لبروزه في صفوف المنتخب الوطني لكرة القدم الأثر الكبير في مسقط رأس والده وفي كافّة أنحاء ولاية سليانة حيث تلقّى أهالي الجهة سطوع نجم هذا اللّاعب الدّولي بمشاعر غامرة من النّخوة والاعتزاز واعتُبر ممثّلا للجهة في الفريق الوطنيّ، وعزّز وجودُه بالمجموعة من التفاف جماهير الرّياضة بالجهة حول المنتخب. وهو يواصل تألّقه بعد التّظاهرة الإفريقيّة في فريقه الحالي نادي «ليل» المنتمي إلى الدّرجة الأولى الفرنسيّة.

عيّاشي الزّمّال

متحصّل على الأستاذيّة في الاقتصاد والتّصرّف، يُشرف بكلّ كفاءة واقتدار على إدارة مؤسّستين هامّتين في تكييف المنتوجات الفلاحيّة والغذائيّة وتصبيرها وهما «شــركة أعشــاب تــونس» HERBES DE TUNIS و«مصبّرات العيّاشي» CONSERVERIE AYACHI، وهمـا مـن المؤسّسات المصدّرة كليّا، توفّران حوالي 700 موطن شغل منها 520 قارّة. وتشتملان على أربع معاصر عصريّة ومخبر للتّحاليل تُشرف عليه كفاءات مختصّة، ووحدات للتّكييف والتّصبير وإدارة عصريّة تعمل بنظام 24 على 24، ويبلغ حجـــم صادراتها مــن الزّيت المعلّب نسبة 38% مــن جملــة الصّادرات الوطنيّة في هذا القطاع حيث نجـــح هــذا المسيّر الشّاب في اقتحــام عــديد الأســواق الأجنبيّة ولا سيّمــا الأسواق الفرنسيّة والبرازيليّة والبلجيكيّة.

هل أعجبك هذا المقال ؟ شارك مع أصدقائك ! شارك
أضف تعليق على هذا المقال
0 تعليق
X

Fly-out sidebar

This is an optional, fully widgetized sidebar. Show your latest posts, comments, etc. As is the rest of the menu, the sidebar too is fully color customizable.