العـراق: كيف سيتم تحرير الموصل قريبا؟

من موفد ليدرز الخاصّ، توفيق الحبيّب - بدعم متفاوت الحجم من المجموعة الدولية، يستكمل العـــراق آخر الاستعدادات لتحـرير الموصل من الدواعش الذين يحتلّونها منذ 14 جوان 2014 ويؤكد سفير العراق في بروكسيل الدكتور جواد الهنداوي بتفاؤل كبير أنّ استرجاع المنطقة سيتمّ في غضون الأسابيع القليلة القادمة، مجزما أنّها لن تتعدّى موفّى السنة الحالية.

وبيّن الديبلوماسي العراقي في حديث خصّ به موفد ليدرز أنّ التحضيرات تتواصل على المستويين العسكري والسياسي إذ تقترب قوات الجيش والشرطة وغيرها من المدينة وتتكثّف الطلعات الجويّة الاستكشافية التي تسيّرها منظمة حلف الشمال الأطلسي ودول صديقة أخرى. وقال إنّ قوات الحشد الشعبي، بما فيها سلك «البشمرڤة» العراقي سيكون لها دور حاسم في هذه المعركة.
مصطلح الحشد الشعبي والعشائري هو تعريف ديبلوماسي للميليشيات الطائفية على تنوّع مشاربها من شيعة وسنة والبشمرڤة الكردية وكذلك اليزيدية وغيرها، ممّا يقتضي معالجة قضايا تنظيمية عسكرية وسياسية للتأليف بينها وتعبئتها في صفوف متراصّة، وهنا يأتي البعد السياسي، ثاني مكوّنات الاستعدادات لتحرير الموصل، إن لم يكن أساسها.

من ضمن النقاط الساخنة في هذا الملف، موقف مجلس النواب العراقي من استبعاد بعض التشكيلات المعروفة بارتباطها بجهات أجنبية معنية، وكذلك موقف الأكراد. وبعد جفوة تواصلت حوالي ثلاث سنوات، تحوّل في موفى شهر سبتمبر الماضي رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارازاني إلى بغداد على رأس وفد يضمّ ممثلي 8 أحزاب كردية، في زيارة وُصفت بالهامّة جدّا لتطويق ملفّ الحصول على نصيب الإقليم من الميزانية العامة للدولة والتوافق حول أنصبة العوائد البترولية، وهو يشكّل خطوة إيجابية لدعم الأرضية السياسية الضرورية.  

ما بعد التحرير

تعدّ الموصل أكثر من 2.2 مليون ساكن هاجر منهم، بعد دخول الدواعش، حوالي نصف المليون. ويُتوقع أن تتسبّب معركة تحرير الموصل في خروج ما لا يقلّ عن 760.000 إلى مليون لاجئ، في هجرة قسرية تمثل واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية. وتستعد العراق بدعم من جهات دولية إلى إعداد مخيّمات لإيواء اللاجئين وتوفير الأساسيات لهم خاصة وأنّ الظروف المناخية ستكون قاسية بسبب شدة البرد في مثل هذه الفترة من السنة.

وتعمل الجهات المعنية على التخطيط لما بعد التحرير، بما يتطلبه ذلك من استعادة التّصرّف في الوسائل العمومية بالموصل وتشغيل الكهرباء والمياه وشبكات الصرف الصحيّ والمواصلات والخدمات الصحيّة والتعليمية وغيرها.

وعلى هذا الصعيد، أوضح السفير العراقي في بروكسيل أنّ حكم المنطقة سيكون من خلال مجلس جهوي يمثّل كافة الطوائف والأقليات التي تقارب الثمانية فيما يتم انتخاب محافظ، على غرار ما تمّ في الأنبار والفالوجة بعد استعادتهما.

مقهى وشيشة

أكّد الدكتور جواد الهنداوي أنّ الشعب العراقي متفائل بالنصر القريب وهو مصمّم على المضيّ في النهج السياسي لبناء الديمقراطية، بالرغم من الإرهاب والتفجيرات، وأضاف أن كلّ هذه المخاطر لم تقوّض أسس الدولة التي بقيت قائمة ولا الاقتصاد الذي يواصل نموّه خاصّة من خلال تحقيق الاكتفاء الغذائي وإنتاج النفط وتصديره وقال إنّ العراق يتمتّع اليوم بسيادة قراره السياسي ويوطّد استقراره. ومن الطريف حسب ما أسرّ به قيادي عراقي لموفد مجلة ليدرز، على سبيل المزاح، أنّ أول إنجاز يتوجّب تحقيقه بمجرد دحر الدواعش هو فتح مقهى والسماح بالتدخين و«شرب الشيشة» وهو ما كانت تحرّمه «الدولة الإسلامية» وتسلّط على كلّ مدخّن شديد العقاب.