أخبار - 2016.07.20

د‭. ‬عبد‭ ‬المجيد‭ ‬الشرفي: بيت الحكمة الحصيلة والآفاق - فيديو

بيت الحكمة الحصيلة والآفاق

يرى‭ ‬د‭. ‬عبد‭ ‬المجيد‭ ‬الشرفي‭ ‬أنّه‭ ‬من‭ ‬المهمّ‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬عمله‭  ‬في‭ ‬تواصل‭ ‬مع‭ ‬المهام‭ ‬التي‭ ‬أوكلت‭ ‬إلى‭ ‬المجمع‭ ‬التونسي‭ ‬للعلوم‭ ‬والآداب‭ ‬والفنون‭ ‬‮«‬بيت‭ ‬الحكمة‮»‬‭ ‬وهي‭ ‬المهام‭ ‬المندرجة‭ ‬في‭ ‬قانون‭ ‬2012‭ ‬الذي‭ ‬أعطى‭ ‬دفعا‭ ‬جديدا‭ ‬إلى‭ ‬مؤسسة‭ ‬أنشئت‭ ‬في‭ ‬سنة‭ ‬1983،‭ ‬لكنها‭ ‬بقيت‭ ‬بدون‭ ‬مجمعيّين‭ ‬مدة‭ ‬طويلة‭. ‬ويقول‭ ‬إنّه‭ ‬عندما‭ ‬تولى‭ ‬رئاسة‭ ‬المجمع‭ ‬سعى‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يجمع‭ ‬كافة‭ ‬الأقسام‭ ‬التي‭ ‬يتكون‭ ‬منها‭ ‬‮«‬بيت‭ ‬الحكمة‮»‬‭ ‬وعددها‭ ‬خمسة‭ ‬وهي‭: ‬قسم‭ ‬العلوم‭ ‬وقسم‭ ‬الفنون‭ ‬وقسم‭ ‬الآداب‭ ‬وقسم‭ ‬العلوم‭ ‬الإنسانية‭ ‬وقسم‭ ‬العلوم‭ ‬الإسلامية‭ ‬حول‭ ‬مشروع‭ ‬مشترك‭ ‬بين‭ ‬أعضاء‭ ‬المجمع،‭ ‬سواء‭ ‬منهم‭ ‬القارين‭ ‬العاملين‭ ‬أو‭ ‬الأعضاء‭ ‬المراسلين‭ ‬أو‭ ‬الأعضاء‭ ‬غير‭ ‬المقيمين‭ .‬ويتمثّل‭ ‬هذا‭ ‬المشروع‭ ‬الذي‭ ‬عمل‭ ‬على‭ ‬بداية‭ ‬إنجازه‭ ‬في‭ ‬الموسوعة‭ ‬التونسية‭ ‬المفتوحة‭. ‬وتشمل‭ ‬الموسوعة‭ ‬بطبيعتها‭ ‬كل‭ ‬الميادين‭. ‬ونحن‭ ‬نفتقر‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬إلى‭ ‬مرجع‭ ‬يكون‭ ‬شاملا‭ ‬لكل‭ ‬ميادين‭ ‬المعرفة‭... ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬ينتمي‭ ‬إليها‭ ‬الأعضاء‭ ‬العاملون‭ ‬في‭ ‬العلوم‭ ‬أو‭ ‬الفنون‭ ‬أو‭ ‬الآداب‭ ‬أو‭ ‬غيرها‭.‬

وهذه‭ ‬الموسوعة‭ ‬مفتوحة‭ ‬لغير‭ ‬أعضاء‭ ‬المجمع،‭ ‬فأي‭ ‬مواطن‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يثريها‭ ‬بمعلومات‭ ‬ولو‭ ‬كانت‭ ‬بسيطة‭ ‬يرحب‭ ‬به؛‭ ‬ووظيفة‭ ‬المجمع‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬ليست‭ ‬الرقابة‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬التأكد‭ ‬من‭ ‬الصبغة‭ ‬العلمية‭ ‬لما‭ ‬ينشر‭ ‬في‭ ‬الموسوعة‭ .‬وقد‭ ‬شُرع‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الإنجاز‭ ‬والمجمع‭ ‬بصد‭ ‬تذليل‭ ‬بعض‭ ‬المشاكل‭ ‬التقنية‭ ‬ويؤمّل‭ ‬أن‭ ‬تنطلق‭ ‬هذه‭ ‬الموسوعة‭ ‬على‭ ‬أسس‭ ‬صحيحة‭ ‬مع‭ ‬بداية‭ ‬السنة‭ ‬القادمة‭.‬

كلّ‭ ‬قسم‭  ‬من‭ ‬أقسام‭ ‬المجمع‭ ‬له‭ ‬مشاريعه‭ ‬الخاصة،‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬شكل‭ ‬ملتقيات‭ ‬أو‭ ‬محاضرات‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬شكل‭ ‬تقديم‭ ‬كتب‭ ‬ومعلومات‭ ‬جديدة؛‭ ‬لأنّ‭ ‬المجمع‭ ‬ليس‭ ‬مركز‭ ‬بحث،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬المنبر‭ ‬الذي‭ ‬تكون‭ ‬فيه‭ ‬نتائج‭ ‬البحوث‭ ‬معروضة‭ ‬على‭ ‬أهل‭ ‬الذكر‭ ‬الذين‭ ‬يستطيعون‭ ‬أن‭ ‬يناقشوا‭ ‬هذه‭ ‬الأضواء‭ ‬الجديدة‭ ‬على‭ ‬مشكل‭ ‬قديم‭ ‬،‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬الاكتشافات‭ ‬الجديدة‭ ‬التي‭ ‬تكون‭ ‬في‭ ‬المخابر‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬الجامعات‭ ‬أو‭ ‬غيرها‭. ‬ويفضّل‭ ‬د‭. ‬عبد‭ ‬المجيد‭ ‬الشرفي‭ ‬أن‭ ‬يتحدث‭ ‬عن‭ ‬عمل‭ ‬عقلاني‭ ‬في‭ ‬نطاق‭ ‬المجمع‭ ‬بدل‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬إصلاحات؛‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬مستوى‭ ‬الإدارة‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬مستوى‭ ‬سير‭ ‬الأقسام‭.‬وهذه‭ ‬العقلنة‭ ‬هي‭ ‬عملية‭ ‬مستمرة؛‭ ‬عوض‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬موكولة‭ ‬إلى‭ ‬الصدف‭ ‬وإلى‭ ‬الأهواء‭ ‬وهي‭ ‬مبرمجة‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬علمي‭ ‬وفي‭ ‬نطاق‭ ‬الشفافية‭ ‬المطلقة‭...‬

وفي‭ ‬ما‭ ‬يخصّ‭ ‬الزيادة‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬أعضاء‭ ‬المجمع،‭ ‬يفيد‭ ‬د‭.‬عبد‭ ‬المجيد‭ ‬الشرفي‭ ‬أنّه‭   ‬عرض‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬على‭ ‬الاجتماع‭ ‬الأخير‭ ‬للمجلس‭ ‬العلمي‭ ‬واتفق‭ ‬أعضاؤه‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يُقترح‭ ‬على‭ ‬الحكومة‭ ‬الزيادة‭ ‬في‭ ‬أعضاء‭ ‬المجمع‭ ‬القارين‭ ‬حتى‭ ‬يكون‭ ‬عدد‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬نحو‭ ‬المائة‭ ‬عضو،‭ ‬لأنّ‭ ‬الكثـــير‭ ‬من‭ ‬الكفاءات‭ ‬التونسية‭ ‬لم‭ ‬تجد‭ ‬لها‭ ‬مكانا‭ ‬في‭ ‬المجمع‭ ‬وبطبيعة‭ ‬الحال‭ ‬كلّما‭ ‬أمكن‭ ‬تجميع‭ ‬هذه‭ ‬الطاقات‭ ‬فذلك‭ ‬يكون‭ ‬في‭ ‬صالح‭ ‬الثقافة‭ ‬التونسية‭ ‬بكلّ‭ ‬تنويعاتها‭ ‬وبكلّ‭ ‬ميادينها‭. ‬فالزيادة‭ ‬ستكون‭ ‬في‭ ‬أعضاء‭ ‬المجمع‭ ‬القارين‭ ‬العاملين‭ ‬وأيضا‭ ‬في‭ ‬الأعضاء‭ ‬المراسلين‭ ‬لأنه‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬خمسة‭ ‬أصناف‭ ‬موجودة،‭ ‬وستكون‭ ‬هناك‭ ‬أربعة‭ ‬أصناف‭ ‬وهي‭: ‬الأعضاء‭ ‬العاملون‭ ‬والمقيمون‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬والأعضاء‭ ‬الشرفيون‭ ‬وعددهم‭ ‬خمسة‭ ‬والأعضاء‭ ‬المراسلون‭ ‬الذين‭ ‬سيرتفع‭ ‬عددهم،‭ ‬والأعضاء‭ ‬الذين‭ ‬كانوا‭ ‬يُعتبرون‭ ‬عاملين‭ ‬غير‭ ‬مقيمين‭ ‬في‭ ‬الجمهورية‭ ‬التونسية‭ ‬وهؤلاء‭ ‬هم‭ ‬مع‭ ‬الأعضاء‭ ‬الأجانب‭ ‬الذين‭ ‬هم‭ ‬بطبيعتهم‭ ‬غير‭ ‬مقيمين‭ ‬بتونس‭. ‬

والمعايير‭ ‬التي‭ ‬ستُعتمد‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬التوسيع‭ ‬تختلف‭ ‬بعض‭ ‬الشيء‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الأعضاء‭ ‬العاملين‭ ‬والأعضاء‭ ‬المراسلين‭. ‬الأعضاء‭ ‬العاملون‭ ‬يُنتخبون‭ ‬مدى‭ ‬الحياة،‭ ‬وهذا‭ ‬الأمر‭ ‬معمول‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مجامع‭ ‬الدنيا‭. ‬والأعضاء‭ ‬المراسلون‭ ‬ليسوا‭ ‬بمنتخبين‭ ‬ولكن‭ ‬يُنظر‭ ‬في‭ ‬ترشيحهم‭ ‬داخل‭ ‬الأقسام‭ ‬المعينة‭ ‬ثم‭ ‬تصادق‭ ‬عليهم‭ ‬الجلسة‭ ‬العامة‭ - ‬أو‭ ‬لا‭ ‬تصادق‭ -  ‬لفترة‭ ‬مدّتها‭ ‬أربع‭ ‬أو‭ ‬خمس‭ ‬سنوات،‭ ‬وتُجدّد‭ ‬الفترة‭ ‬لمرة‭ ‬واحدة،‭ ‬وذلك‭ ‬لتجديد‭ ‬الدماء‭ ‬داخل‭ ‬المجمع‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يبقى‭ ‬فيه‭ ‬فقط‭ ‬الأعضاء‭ ‬العاملون‭ ‬الذين‭ ‬هم‭ ‬يُعينون‭ ‬مدى‭ ‬الحياة‭.‬

وبخصوص‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬انتظاره‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬بخصوص‭ ‬قسم‭ ‬العلوم‭ ‬الإسلامية،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬ضوء‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬الفكر‭ ‬الإسلامي‭ ‬حاليا،‭ ‬لا‭ ‬يخفي‭ ‬رئيس‭ ‬المجمع‭ ‬وجود‭ ‬مشكل‭ ‬حقيقي‭ ‬يواجهه‭ ‬هذا‭ ‬القسم،‭ ‬بسبب‭ ‬قلة‭ ‬الأعضاء‭ ‬المنتمين‭ ‬إليه؛‭ ‬لذا‭ ‬يتجه‭ ‬السعي‭ ‬إلى‭ ‬توسيع‭ ‬عدد‭ ‬أعضائه‭ ‬حتى‭ ‬يشمل‭ ‬عددا‭ ‬أكبر‭ ‬ممن‭ ‬لهم‭ ‬أكثر‭ ‬كفاءة‭ ‬وإشعاع‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الميدان،‭ ‬لكي‭ ‬يستطيع‭ ‬القسم‭ ‬أن‭ ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬بقية‭ ‬الأقسام‭ ‬التي‭ ‬يوجد‭ ‬فيها‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الأعضاء‭ ‬أكثر‭ ‬بكثير‭ ‬ممّا‭ ‬هو‭ ‬موجود‭ ‬فيه‭. ‬ورغم‭ ‬قلة‭ ‬العدد‭ ‬فإنّ‭ ‬المجمع‭ ‬سيخصّص‭ ‬السنة‭ ‬القادمة‭ ‬للدراسات‭ ‬القرآنيّة،‭ ‬وذلك‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬جهات‭ ‬أجنبية‭ ‬وأيضا‭ ‬مع‭ ‬كفاءات‭ ‬من‭ ‬خارج‭ ‬القسم‭. ‬وتمّت‭ ‬برمجة‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬لحد‭ ‬الآن‭ ‬ثلاث‭ ‬محاضرات‭ ‬وملتقى‭ ‬دولي‭ ‬ستدعى‭ ‬إليه‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المستشرقين‭ ‬ومن‭ ‬المفكرين‭ ‬المسلمين‭ ‬الذين‭ ‬يعيشون‭ ‬أحيانا‭ ‬في‭ ‬بلدان‭ ‬غير‭ ‬عربية‭. ‬وستكون‭ ‬كل‭ ‬الأعمال‭ ‬التي‭ ‬سيتولاها‭ ‬هذا‭ ‬القسم‭ ‬خلال‭ ‬السنة‭ ‬القادمة‭ ‬ممركزة‭ ‬على‭ ‬الدراسات‭ ‬القرآنية؛‭ ‬لأنّ‭ ‬هناك‭ ‬حركية‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬وهناك‭ ‬دراسات‭ ‬مختصة‭ ‬تُنشر‭ ‬ولا‭ ‬يطلع‭ ‬عليها‭ ‬عامة‭ ‬الناس‭. ‬وسيسعى‭ ‬المجمع‭ ‬إلى‭ ‬نشر‭ ‬أعمال‭ ‬الملتقى،‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الشأن‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬الملتقيات‭ ‬التي‭ ‬نظّمها‭.‬

عبد الحفيظ الهرقام

هل أعجبك هذا المقال ؟ شارك مع أصدقائك ! شارك
أضف تعليق على هذا المقال
0 تعليق
X

Fly-out sidebar

This is an optional, fully widgetized sidebar. Show your latest posts, comments, etc. As is the rest of the menu, the sidebar too is fully color customizable.