أخبار - 2016.06.24

هل سيتمكن الاتحاد الاوروبي من تجاوز صدمة خروج بريطانيا؟

هل سيتمكن الاتحاد الاوروبي من تجاوز صدمة خروج بريطانيا؟

بعد الصدمة التي أحدثها الزلزال التاريخي لخروج بريطانيا، تدور تساؤلات حول قدرة الاتحاد الاوروبي على تجاوز هذه النكسة الكبرى لمشروع التكامل الاوروبي الذي ولد من أنقاض الحرب العالمية الثانية.وفي بروكسل تطغى هذه المسالة الملحة على كل مواضيع البحث.

ورغم أنّ الامور لن تنقلب رأسا على عقب بين ليلة وضحاها لكن مغادرة بريطانيا- الخطوة غير المسبوقة في الكتلة الاوروبية- ستدفع إلى تغييرات جوهرية بضغط من المشككين في جدوى الاتحاد الذي يشهد أزمتي هجرة وإرهاب وتباطؤ اقتصادي.

وقال رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك لصحيفة "بليد" الالمانية هذا الاسبوع: "أخشى أن يكون خروج بريطانيا مؤشرا ليس فقط على بداية انهيار الاتحاد الاوروبي وإنما الحضارة الغربية".

واعتبر توسك أنّ خروج بريطانيا سيشجع كل "القوى المتطرفة المناهضة للاتحاد الاوروبي لكن أيضا الأعداء الخارجيين الذين سيرحبون بذلك".

وإذا كان رئيس المفوضية الاوروبية جان-كلود يونكر أقل تشاؤما ولا يعتبر أنّ الاتحاد يواجه "خطر الزوال"، أقر بانه يجب استخلاص العبر من الاستفتاء البريطاني.

وقال المتخصص في شؤون الاتحاد الاوروبي في جامعة كامبريدج كريس بيكرتون "لا اعتقد أنّ الاتحاد الأوروبي سيزول فجأة. لكن على المدى الطويل قد نشهد تلاشيه ببطء وظهور شيء مختلف".

ورغم أنّ بيكرتون لا يعتبر أنّ الاتحاد الاوروبي تلقى "الضربة القاضية" نظرا "لدوره الاساسي" في الحياة السياسية والاقتصادية الاوروبية، توقع اتجاها نحو اتحاد "أكثر مرونة". وفي مطلق الأحوال فإنّ الايام المقبلة ستكون بالغة الصعوبة.

وإضاف هذا الجامعي؛ "ندخل فعليا مرحلة مجهولة. لا أعتقد أنّ القادة الاوروبيين كانوا يعتقدون أنّ خروج بريطانيا ممكن فعلا، وفي مطلق الاحوال ليس حين كانوا يتفاوضون مع (رئيس الوزراء البريطاني ديفيد) كاميرون وإلا لكانوا أبرموا اتفاقا مختلفا جدا".

واليوم أصبح الأمر طلاقا طويلا مؤلما، ومن المرجح أنّ الدول الاخرى الاعضاء تريد المضي قدما رغم كل شيء.

وسبق أن أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند عن زيارة قريبة إلى المانيا للعمل على "استئناف البنية الاوروبية".

لكن فرنسا والمانيا، المحركان التاريخيان للاتحاد الاوروبي، عبرتا عن خلافات حول اندماج منطقة اليورو وأي مشروع جديد يمكن أن يتبين أنّه متواضع يتعامل فقط مع قضايا مثل الأمن والدفاع.

وخروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي يمكن أيضا أن يشجع الدعوات إلى اوروبا "تعمل بسرعتين"، نواة مركزية مؤيدة على الدوام لاندماج "أكبر" تدور حولها الدول الاعضاء الاخرى.

وهذه الدول يمكن أن تستفيد من ترتيبات مماثلة لتلك التي حصلت عليها لندن وكوبنهاغن التي حصلت على اعفاءات في مجال القانون والشؤون الداخلية. والانتماء إلى منطقة اليورو يمكن أن يشهد اعفاءات أيضا للدول الراغبة بذلك. لكن أكثر ما يخشاه القادة الاوروبيون هو تكرار سيناريوهات مماثلة.

فقد أعطى الاستفتاء البريطاني دوافع إضافية للمشككين في اوروبا، حيث عبرت زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا مارين لوبن عن رغبتها في أن تنظم "كل دولة" تصويتا شعبيا حول الانتماء إلى الاتحاد على غرار مسؤولين مناهضين لاوروبا في الدنمارك وهولندا والسويد.

وقالت نيكول فونتين الرئيسة السابقة للبرلمان الاوروبي إنّ هناك "مخاطر" لكن خروج بريطانيا يمكن أن يشكل "صدمة مفيدة".

وأوضحت "حين نرى العواقب الاقتصادية التي ستشهدها بريطانيا أولا، هذا الامر يمكن أن يهدئ الدول التي لديها نزعة لاعتماد سيناريو مماثل".

وقالت فيفيان بيرتسو من المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية إنّ "المؤسسات نادرا ما تزول" مضيفة "قد لا يحصل تفكك وإنّما فقدان للزخم: فالاتحاد الاوروبي لم يعد منتدى تهيمن فيه المصلحة الجماعية، بات من الصعب التوصل إلى تسويات".

لكن رغم أنّ الاتحاد الاوروبي سيدخل إصلاحات بعد الصدمة التي أحدثها خروج بريطانيا، يبقى هناك خطر فعلي من الا يتمكن من إيقاف انهياره.

وخلصت جانيس إيمانويليدس من مركز الابحاث الاوروبية في بروكسل إلى القول: "الاتحاد الاوروبي موجود في دوامة سلبية".

(أف ب)

هل أعجبك هذا المقال ؟ شارك مع أصدقائك ! شارك
أضف تعليق على هذا المقال
0 تعليق
X

Fly-out sidebar

This is an optional, fully widgetized sidebar. Show your latest posts, comments, etc. As is the rest of the menu, the sidebar too is fully color customizable.