راشد الغنوشي في حديث شامل لليدرز العربية : نغيّر ونتغيّر
خصّ راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة مجلّة ليدرز العربية بحديث شامل قبيل مؤتمر الحركة يكشف فيه عن أبعاد هذا المؤتمر وأهدافه وطريقة الإعداد له.
وفي هذا الحديث الذي أجراه د. احميدة النيفر وعبد الحفيظ الهرقام يتناول راشد الغنوشي ما تعمل النهضة على تغييره وما يتغيّر فيها كحركة تروم أن تكون حزبا سياسيا صرفا وطرفا فاعلا في المشهد الوطني.
وفي الحديث المنشور في العدد الجديد للمجلة الذي يشرع في توزيعه يوم الثلاثاء 17 ماي الجاري يتطرّق راشد الغنوشي بالخصوص إلى مسألة الإدماج بدل الإقصاء في "تونس المتعددة والمتسامحة" ومشروع المصالحة الوطنيّة الشاملة والعلاقات مع المحيط العربي والإسلامي والتمدّد الشيعي في تونس وشمال أفريقيا.
بعد عقود خمسة من نشاط في رحاب جامعة دمشق واجتماعات رابطة طلبة المغرب العربي بها ثم ما تلاها من لقاءات وحوارات في باريس وبعدها في تونس ألتقي اليوم بالأستاذ راشد الغنوشي قامةً تونسية وعربية عركتها الأيام لكنها لم تأسر تطلّعها ولم توهن من مثابرتها وتصميمها ولم تحدّ من وضوحها وطموحها.
تحدث إلينا في أسرة «ليدرز العربية »، في قرابة ساعتي حوار بنفس الثقة التي يحرص عليها دائما، عما أعقب «زلزال » الثورة من عثرات وأوزار واستحقاقات. تعاطى مع مسائل المؤتمر العاشر لحزب النهضة والقضايا الشائكة وطنيا وخصوص المقتضيات المغاربية وعموم المصاعب العربية. كان الحديث منسابا ومركّزا دون الخوض فيما قد يكون مُربِكًا للمرحلة الانتقالية التي يعيشها الحزب والبلاد سعيا للارتقاء إلى فضاءات التعايش ومجالات الإدماج وأنساق التثاقف.
لكن ذلك لم يمنعه من التوقف عند ضرورات اتقاء الفتن الطائفية التي ورثها بعضنا عربيا من أنظمة الاستبداد والشمولية والتي يمكن أن تمتد إلى تونس فتفقدها اتّساقها العقدي والمذهبي.
ما تمتاز به شروح الأستاذ راشد السياسية هو ميلها إلى الكنايات والرموز. هذه المرة لم يتعلق الأمر بالحمامة وجناحيها بل اتصل بالرَحَى الحجرية التقليدية التي تطحن الحَبّ مرارا تجويدا له لتخرجه دقيقا ناعما لا شِيَّة فيه. تلك كانت صورته للجهود الفاحصة والمتأنيّة للحزب عند إنتاج لوائح المؤتمر في السنوات الأربع الماضية.
اللافت أنه، في سياق متصل، عند تشخيصه لعلاقة حزبه بالنُظراء والمنافسين، في ساحة وطنية تبحث عن مُستقرّاتِها، ذكر أن النهضة قد غدت الجزء الأصلب والأكثر تماسكا. أضاف في عبارة دالّة أنّ الأطراف السياسية الأخرى صارت تحدد نفسها وهويتها في علاقة بالنهضة سلبا أوإيجابا. ما لا يمكن أن يخطأه المتابع لروح الحوار هو أن الأستاذ راشد يعود هنا لرمز الرحى من جديد من زاوية أخرى. هو إيحاء بأن النهضة، بمقتضى إعادة تشكّل البنية السياسية للمشهد الوطني، قد صارت قلب رحى النموذج التونسي الجديد.
هو تشخيص وترميز فيه قدر كبير من الاعتزاز الذي يجانب، لدى البعض الموضوعية، لكنه دون شك يحمل رسالة للفرقاء والمخالفين أَنْ جددوا أنفسكم من أجل تونس المتعددة والمتوحدة.
د.احميدة النيفر
مجلتكم الشهرية، ليدرز العربية، متوفرة في الاكشاك بداية من الثلاثاء 17 ماي 2015
- اكتب تعليق
- تعليق