أخبار - 2015.12.04

المدرسة التونسية في الدوحة

المدرسة التونسية في الدوحة

يؤمها إلى جانب التونسيين عدد هام من أبناء الجالية المغاربية، وهي تشتمل على أربعة مستويات دراسية بدءا من التعليم المبكر وصولا إلى الباكالوريا، ونظرا لارتفاع عدد التلاميذ في السنوات الأخيرة أهدى أمير قطر الجالية التونسية مقرّا ثانيا للمدرسة بكامل المواصفات القياسية للمدارس القطرية، وهو إجراء استثنائي لأن هذا النّوع من المدارس يُصنّف في النظام التعليمي القطريّ ضمن مدارس الجاليات التي تطبق البرامج الدراسية المعمول بها في البلد الأصلي، فصار التلاميذ منذ 2014 موزعين بين المدرسة القديمة الكائنة في منطقة (بوهامور) والمخصصة لتلاميذ الروضة والمرحلة الابتدائية، والمدرسة الجديدة في منطقة (اللقطة) المخصصة لتلاميذ الإعدادي والثانوي.

تعمل المدرسة بيداغوجيا وفق النظام التونسي وحققت نتائج قياسية في الامتحانات الوطنية، كما إنها في نطاق التنشيط الثقافي توفر أكثر من عشرين ناديا يمارس فيها التلاميذ أنشطة رياضية وتقنية وفنية، وتشارك كلّها في الفعاليات التنافسية المحلية والدولية. يشرف على تسيير المدرسة مجلس منتخب للأمناء، وينتظر مع بداية العام المقبل الشروع في تنفيذ مشروع بناء المدرسة الجديدة التي ستمتد على مساحة 5 هكتارات وهبتها القيادة القطرية لأبناء الجالية التونسية.

الأسبوع التونسي في قطر: البداية الجديدة

في المنطقة الدّيبلوماسيّة حيث تتجاوُر مُعظم سِفارات دول العالم، تقع السّفارة التونسية، مكان لا يرتاده التّونسيّون غالبا الاّ لزيارة قسم الشّؤون القُنْصلية حيث يتمّ تجديد جوازات السّفر وقضاء مختلف الشؤون الإدارية، لكن السّفارة في الواقع تُمثّل غرفة عمليّات لا تهدأ، يتوزّع نشاطها على محاور عدّة منها الاقتصاديّ والثّقافيّ والاجتماعيّ بهدف ترويج الوجهة التونسية في مجتمع الأعمال القطري، يقول السيد صلاح الصالحي سفير تونس في قطر: «نحن نعمل على جلب الاستثمارات القطريّة إلى بلادنا والتّعريف بتونس وجهة مستقبليّة للسّياحة والأعمال، كما ندفع في اتّجاه تعزيز الثّقة في الكفاءات التّونسيّة ورصد فرص التّشغيل التي يوفّرها السّوق القطريّ، إن الانحسار الملحوظ في مستوى تدفّق رأسِ المال الخليجي في اتجاه تونس، وانكماش الاستثمار بدافع التحفّظ والحذر لا يمكن مواجهته الا بتعزيز التّواصل مع مجتمع الأعمال وتقديم الصّورة الحقيقيّة لتونس اليوم حيث يُمثّل احترامُ القانون وعلويّة الدّستور أهمّ ضمانة للمُستثمرين، وفي نطاق إعادة بناء الصّورة وتبديدِ المخاوف هناك الكثير ممّا يمكن فعله، وما الأسبوع التونسي الذي سننظمه بداية شهر ديسمبر الا بداية، نحتاج فقط إلى تكاتف كلّ الجهود». وإجابة عن سؤال: كيف يمكن التصدي لظاهرة عقود العمل الوهميّة وارتفاع عدد الشبّان التونسيين الباحثين عن شغل في ظروف مُهينة؟ يقول السفير: «إن عمل السّفارة لا يقتصر فقط على إيجاد حلول عمليّة لمن وجدوا أنفسهم في مثل هذه الوضعيّة المؤسفة، بل السّعي إلى اقتلاع الظّاهرة من جذورها، ومكتب التشغيل الذي أحدث منذ سنة يمكن أن يقوم بهذا الدور، وقد وجدنا تعاونا كبيرا ومساعدة لوجستيّة هامّة من قبل وزارة العمل القطريّة للتثبّت من العقود الصادرة عن مؤسّسات خاصّة ومراجعة وضعيّتها الحقيقيّة، السّفارة تتابع الموضوع عن كثب، والبحث عن مواطن شغل للشبّان العالقين هنا يُعتبر مسألةً ذات أولويّة، وقد وُفّقْنا إلى حدّ الآن في إيجاد حلول لكثير من الحالات وينتظرنا عملٌ كبيرٌ قبل القضاء نهائيّا على هذه الظّاهرة».

الحديث مع السيد صلاح الصّالحي سفير تونس في قطر يتشعّب إلى مسائِل أخرى تتعلّق بتطوير الحضور التّونسي في المجتمع القطري، بدءا بضرورة توفّر الكُتب التونسية والمنتجات الإبداعيّة في المكتبات القطرية وفي المدرسة التونسية لفائدة أبناء الجالية وصولا إلى ضرورة تعزيز المبادلات التّجارية بين البلدين، حتى تتوفّر في الأسواق منتجات تونسية يقبل عليها المواطنون والمقيمون على حدّ سواء، مثل زيت الزيتون والتّمور وغيرها من المواد الفلاحيّة أو الصناعات الغذائية الوطنية لكن كل ذلك يحتاج حاليّا إلى مجهودات كبيرة. 

عامر بوعزة


إقرء المزيد
تونسيون في قطر

هل أعجبك هذا المقال ؟ شارك مع أصدقائك ! شارك
أضف تعليق على هذا المقال
0 تعليق
X

Fly-out sidebar

This is an optional, fully widgetized sidebar. Show your latest posts, comments, etc. As is the rest of the menu, the sidebar too is fully color customizable.